اقتصادسياسية

مرحلة انتقالية تنتظر العراق للدخول كمنافس قوي في مجال الغاز

تحركات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وخصوصا في مجال استثمار الغاز والحد من اهدار هذه الثروة، قد طال انتظارها لعقود من الزمن، حيث يتم هدر الغاز المصاحب سنويا بكميات تبلغ 18 مليار متر مكعب، في وقت يكون فيه العراق بحاجة ماسة لاستثمار هذه الثروة بالشكل الأمثل لتشغيل محطات الغاز بدلا من صرف نحو 10 تريليونات دينار سنويا من اجل تأمين استيراد الوقود اللازم لمحطات الطاقة، اذ ان اعلان جولة التراخيص الخامسة والمضي بمشاريع الغاز لتحقيق الاكتفاء الذاتي خلال ثلاث سنوات والدخول في مجال التصدر سيكون له الأثر الإيجابي والمردود الكبير للعراق خلال الفترة المقبلة.
وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون الطاقة عماد العلاق في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “اجتماعات الحكومة في واشنطن ركزت على تنفيذ استراتيجية طويلة الأمد لتمكين العراق من استغلال ثرواته الطبيعية التي تحرق سنويا بأكثر من 18 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب التي قيمتها بحدود 6.5 مليار دولار سنويا، فضلا عن التلوث البيئي وانتشار الامراض والاحتباس الحراري”.
من جانب اخر، اكدت عضو لجنة النفط والطاقة سهيلة السلطاني في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني قد اكد ان الاتفاق مع شركة سيمنز للطاقة سيكون وفق التخصيصات المالية وهذا الركن الرئيسي، الذي سيذلل الكثير من العقبات، التي يمكن أن تشكل أزمة رئيسية للشعب”، لافتة الى ان “الازمة الخانقة في العالم سوف تغيير من مجال الطاقة باعتبارها اثرت بشكل سلبي على أوروبا خصوصا ان عدم وصول الغاز الروسي الى أوروبا ايضاً كلها تعد مسببات وذات تأثير على جانب الاتفاقات في وقت اعلن فيه العراق التزامه باتفاقية خاصة بالطاقة مع المانيا”.
من جهة أخرى، بين الخبير النفطي حمزة الجواهري في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “جولة التراخيص الخامسة خطوة بالاتجاه الصحيح وستضيف الكثير الى الاقتصاد العراقي، في ظل اعتماد العراق على تصدير النفط والغاز بالدرجة الأولى”، مبينا ان “جولة التراخيص الخامسة ستحل أيضا بعض الإشكالات مع دول الجوار، لافتا الى ان العقود متوقع لها أن تضيف على انتاج العراق نحو 250 الف برميل يوميا من النفط الخام و250 مليون قدم مكعب قياسية يوميا من الغاز الطبيعي في غضون 18 شهرا لتزويد محطات الطاقة القريبة”.
وعلى صعيد متصل، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى اكرم حنتوش في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “العراق يمتلك مجموعة من اكبر حقول الغاز بالشرق الأوسط ومنها حقل عكاز الذي يحتوي على 5.6 مليار متر مكعب من الغاز والمنصورية بواقع 7 مليار مكعب من الغاز فضلا عن حقول نينوى وكركوك وبابا كركر وحقول أخرى”، مبينا ان “المشكلة تكمن في استثمار الغاز وقد تصل الى 300 مليار دولار، وهذا الرقم يمثل ميزانية العراق لخمس سنوات تقريبا من دون رواتب، حيث ان الاستثمار شيئاً فشيئاً ليس امرا مجديا، وبالتالي لايوجد حل غير التوجه الى جولات التراخيص، شريطة ان تجعل العمالة العراقية بنسبة 50 بالمئة وتقدم رعاية اجتماعية وتكون نسبها مقبولة وابعاد هذه الجولات عن الفساد”.

زر الذهاب إلى الأعلى