معنيون: الكتل تدرك أن بقائها في السلطة متوقف على الوجود الأمريكي والحديث عن إخراجها “إستهلاك إعلامي”
في ظل تصاعد الدعوات من قبل الكتل السياسية، وبخاصة الشيعية، إلى ضرورة إخراج القوات الأمريكية من العراق، تعاطت الحكومة مع المسألة بخجل حيث أعلنت عن سعيها لتشكيل لجنة مشتركة لبحث ترتيب انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، دون التطرق للاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة والتي تحدد إطار عمل القوات الأمريكية في العراق.
ويعتقد المحلل السياسي أحمد السراجي أن دعوات إخراج القوات الأجنبية من العراق ليست جديدة وكانت موجودة منذ تأسيس العملية السياسية بعد عام 2003، مشيرًا إلى أن هذه الدعوات غالبًا ما تظل في إطار إعلامي.
وقال السراجي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “الولايات المتحدة الأمريكية لاعب أساسي في الوضع العراقي، وتمتلك وجودًا رصينًا وثابتًا من خلال قواعدها في عين الأسد ومطار أربيل ونينوى”، مشيرًا إلى أن “الأرتال الأمريكية تتحرك مرورًا في كل الأراضي العراقية، ولكن بين فترة وأخرى يحدث اشتباك له ارتباطات خارجية وبمصالح إيرانية أو له علاقة بالوضع الدائر حاليا في غزة”.
وأضاف أن “الحديث عن إخراج القوات الأمريكية لن يغادر إطاره الإعلامي، والشاهد على ذلك هو عدم تنفيذ قرار سابق للبرلمان يقضي بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، وكيف أنعكس هذا الأمر على المكونات السياسية حيث رفض الكرد والسنة التصويت على مثل هذا القرار، وانفرد الشيعة بالتصويت عليه”.
وأشار إلى أن “المكونات السياسية تدرك أن محاولة إخراج القوات الأمريكية من العراق تعني نهاية هذه الكتل السياسية، فالرد الأمريكي على ذلك سيكون قاسيًا”، موضحًا أن “أغلب الكتل السياسية متفقة على ضرورة بقاء القوات الأمريكية في العراق، باستثناء تلك المرتبطة بإيران”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “أمريكا باقية ولم تخرج من العراق إلا إذا قررت هي نفسها ذلك، كما حدث في أفغانستان. أما في الوضع العراقي، فمن المستبعد أن تترك العراق، لأنه بلد يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفط في العالم وموقعا استراتيجيا، وليس من السهل مغادرته وتركه ساحة مفتوحة لكل طامح أو راغب في السيطرة عليه اقتصاديًا”.
ويقدر عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق بـ 2500 جندي منتشرون في أماكن متفرقة وخاصة في بعض المنشآت العسكرية في بغداد وشمالي البلاد.