محليمنوعات

طبيبة من بغداد: امتلأت مستشفيات العزل ووفيات شابة بفيروس كورونا

سجّلت وزارة الصحة العراقية، اليوم الخميس، ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بواقع 322 إصابة جديدة، ضمن أكثر من خمسة آلاف فحص أجري في مختبراتها العشرين الموزعة في أرجاء البلاد.

ومنذ انتشار تصريح منسوب لمحافظ بغداد محمد جابر العطا، أمس الأربعاء، عادت الجائحة لتصّدر الحديث في صفحات عراقية، على الرغم من أن التصريح لم يكن دقيقاً.

وداخل مجموعات مغلقة على فيسبوك، يعرض العديد من الأطباء مشاهداتهم اليومية في علاج المرضى داخل مستشفيات العاصمة.

“ارفع صوتك” أجرى مقابلة مع الطبيبة آية (26 عاماً) من بغداد، وروت تجربتها في علاج مرضى كوفيد-19 ، منذ بدئها العمل بنظام 24 ساعة كاملة (Call) كل أربعة أيام، بتاريخ 30 يناير 2020، بعد أن كانت تعمل 70 ساعة أسبوعياً في أحد مستشفيات العاصمة المخصص لعزل الحالات الموجبة.

وحدث ذلك قبل إعلان الحكومة العراقية إجراءات حظر التجوّل منعاً لتفشي العدوى الوبائية، حيث كان وصل للمستشفى مجموعة عراقيين وفدوا من مدنية ووهان الصينية، ثم تم إغلاق قسم الطوارئ والعيادات الاستشارية وتوقفت العمليات الجراحية بالكامل، لتصبح مستعدة لاستقبال الحالات الموجبة.

تقول آية “عدد الإصابات يتزاد ومن كافة الفئات العُمرية، كما امتلأت مستشفيات العزل المخصصة للحالات الموجبة (المؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد) ممتلئة”.

وحسب الطبيبة الشابة، فإن مستشفى الفرات والكرخ العام مخصصّان بالكامل للحالات المصابة، التي تستوجب بقاءها داخل العزل المستشفى في العزل من أجل العلاج، كما أن مستشفى ابن الخطيب في جانب الرصافة وعدة أجنحة من مجمع مدينة الطب، مخصصّة لهذه الحالات أيضاً.

“أما الآن فإن بعض المستشفيات العامة أصبحت تستقبل حالات موجبة، بعد امتلاء المستشفيات المخصصة للعزل”، تؤكد الطبيبة آية.

وخلال الأسبوعين الماضيين، حسب توضيح الطبيبة آية، حدث “تغيير في مسار الإصابات والأعراض، حيث باتت الأعراض أقوى من ذي قبل، وزاد عدد المرضى المحتاجين للإنعاش الرئوي بصورة ملحوظة جداً”.

تقول لـ “ارفع صوتك”: “رأينا مرضى بكوفيد-19 أصحّاء من الأمراض المزمنة وليس لديهم تاريخ سابق مع أمراض أخرى، منهم الشباب أيضاً، تتدهور حالتهم الصحية، ويُتوفى بعضهم”.

تأثير العمل على حياتها

تقول الطبيبة العشرينية لـ”ارفع صوتك”: “تأثير علاج الإصابات على نفسيتنا كأطباء يكون أكبر حين نشاهد المرضى يموتون أمامنا، حيث لم تنجح أي طريقة لإنعاشهم”.

كما تشهد تداعي الوضع النفسي لمرضى كوفيد-19 حين يسمعون أخباراً عن تدهور صحة الآخرين ووفاة بعضهم داخل المستشفيات.

“الخوف الوحيد لدي هو الخوف من نقل العدوى بالفيروس إلى أهلي إذا ما أُصبت”.

ومنذ أربعة شهور، تقيم الطبيبة آية في غرفتها وتبتعد “بصورة كاملة عن عائلتها”، تقول “يمكن أن أكون مصدر عدوى لهم في أي لحظة، على الرغم من أخذي جميع الاحتياطات الوقائية أثناء العمل”.

ما رسالتك للمواطنين؟ تقول الطبيبة “حتى أكون واقعية، لن أقول التزموا منازلكم، لأن الوضع قد يطول أكثر، والكثير من العاملين لا يستطيعون الاستغناء عن مصادر رزقهم إذا كان العمل خارج البيت وبالمياومة”.

“لكن أتمنى أن تحافظوا على التباعد الاجتماعي وغسل اليدين قدر المستطاع، ومن الحكمة ارتداء كمامات الوجه والقفازات، والابتعاد عن التجمعات” تتابع الطبيبة آية.

وتختم حديثها بالقول “نواجه مرضاً ليس لدينا أي خلفية تاريخية عنه، وطريق العلاج مليء بالمفاجآت، لمختلف الكوادر الطبية حول العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى