الكاظمي: هناك من يحاول التنمّر على الدولة مُستغلاً ظروف العراق الاستثنائية
اكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، انه مازال هناك من يحاول التنمّر على الدولة مُستغلاً ظروف العراق الاستثنائية، و لدينا مئات المعتقلين من الخارجين على القانون وعناصر فرق الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة.
وقال الكاظمي في كلمة له بمناسبة حلول عيد الفطر ومرور عام على تشكيل الحكومة، “ أرفع إليكم أسمى التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأقف أمامكم اليومَ بعد عامٍ من أدائي اليمين رئيساً لمجلس الوزراء، و الحكومة التي تشـرفت بتولي رئاستها ولدت في ظرفٍ استثنائي خطير، و العراق كان يقف فيه على مُفترق طُرق جرّاء أزمة اجتماعية حادّة”، مبينا ان “مُهمَتنا الاساسية هي إجراء انتخاباتٍ نزيهةٍ وعادلةٍ وحددنا العاشر من تشرين هذا العام موعداً نهائيا لهذه للانتخابات المُبكرة، و حكومتي قدمت كل الدعم لإنجاح الانتخابات وقوانا وأحزابنا السياسية الوطنية مدعوة الى استحضار جوهر هذا الوطن والتكاتف معاً لحمايته”.
واضاف الكاظمي، ان “القوى التي قارعت أقـسى دكتاتوريات العصـر الحديث جديرة بدون شك بأن تفي بهذه المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة الحرجة، و شعبنا العظيم بكل فعالياته الاجتماعية والشبابية والدينية والثقافية مدعو الى دعم المشاركة في الانتخابات، و أوفينا بعهدنا أمام شعبنا بإعلان عدم المشاركة في الانتخابات أو دعمِ أي حزبٍ أو طرفٍ على حسابِ الآخر، و سنقوم بدورنا في حماية العملية الانتخابية القادمة”، لافتا الى انه “رُغمَ تحدّيات جائحةِ كورونا حققتِ الحكومةُ تقدماً في السيطرة على الوباء كما ان الحكومة العراقية قد عززت خلال العام الماضي سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها وقواتنا حققت تطوراً لافتاً على صعيد مواجهة جيوب تنظيم داعش الإرهابي، كما نجحنا بقتل الإرهابي الذي يُسمي نفسه والي العراق ونائب الخليفة المكنى أبو ياسر العيساوي ونجحنا أيضا بقتل نائب والي داعش في العراق ومنسق داعش لعمليات سوريا والعراق”.
وتابع، “عازمون على تجفيف منابع الإرهاب من خلال سلسلة عمليات سيتم إطلاقها لمواجهة جيوب داعش وذيوله، وخلال العام الماضي أيضاً تصدت قواتنا البطلة للسلاح المنفلت والجماعات الخارجة عن القانون التي تطلق صواريخ على البعثات الدبلوماسية والمؤسسات العراقية ، كما ان لدينا مئات المعتقلين من الخارجين على القانون وعناصر فرق الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة”، موضحا انه “مازال هناك من يحاول التنمّر على الدولة مُستغلاً ظروف العراق الاستثنائية والتنمر على الدولة ليس بلا ثمن سواء اليوم أو غداً و حقوق الدولة لا تسقط بالتقادم وسيجد كلُ من يعتقد أنه أقوى من الدولة نفسه مُساءلاً أمام مؤسساتها القانونية مهما كبُر شأنه”.
وبين ان “قتلة الناشط الشهيد إيهاب الوزني في كربلاء سيواجهون المصير الذي واجهه قتلة أحمد عبد الصمد في البصرة وباقي الشهداء وخلال هذا العام أثبتت الحكومة عهودها لكم بأنها لن تسمح بالاستخفاف بالدم و عرضنا نتائج لجان التحقيق التي شكلت في بعض الأحداث المؤسفة وهناك لجان تحقيقية مازالت تعمل بلا كلل في قضايا الاغتيالات الإجرامية التي وقعت خلال العام الماضي”، مشيرا الى ان ” الحكومة الحالية عملت على ترسيخ مبدأ الإعلان على نتائج التحقيق بموعدها المحدد وشكلت فريق تقصي حقائق عالي المُستوى حول أحداثِ تشرين من عام 2019 و الفريق مازال يجمع البياناتِ والشهادات حول أحداث تشرين وسوف تعلنُ نتائج أحداث تشرين فور صدورها كما ان الحكومة اتخذت عدة إجراءات للتعاطي مع تداعيات تلك الأحداث مثل الإفراج عن جميع المحتجزين بسبب التظاهرات”.
واكد الكاظمي، ان “التظاهر حق دستوري واعتبرنا الضحايا في ساحات الاحتجاج شهداء وتم ضمان حقوقهم، وقد أطلقنا مشروعاً للحوار الوطني الشامل يشمَل المتظاهرين ويثبّتُ مطالبَهم المشروعة”، لافتا الى ان “ملفِ مُكافحة الفساد كانت هناك قبل هذا العام (أقوالٌ) فقط وما فعلناه خلال عامٍ واحدٍ من مكافحة الفساد يُساوي فعلياً ما انتجتهُ كلُ الجهودِ بهذا الصدد لأكثر من 17 سنة الماضية وكل دينار سرق من أموال الشعب العراقي سوف يرجع واليوم رجع جزء”.
وبين ان “الحكومة التزمت بمساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم وإنهاء مشكلة النزوح الداخلي بشكل كبير وأغلقنا خلال عام واحد أكثر من تسعين بالمائة من مخيمات النازحين ودعمنا النازحين في العودةِ الطوعيةِ الى مناطقهم ولن نسمح بتصنيفِ العراقيين على أساسِ دينهم أو مذهبِهم أو هويّتهِم كما قمنا برعاية اتفاقية َسِنجار التي عززت مسؤولية الحكومة الاتحادية لأهلِنا الإيزيديين في سنجار وعززنا التفاهم الإيجابي بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم”، موضحا ان ” الحكومةُ وجدت نفسها أمام واقعِ نقصِ المواردِ وإفراغ الخزينة والاعتمادِ الكاملِ على النِفط وأطلقنا مشـروعاً إصلاحياً هو الورقة البيضاء وقدمنا مشـروعَ الموازنة لعام 2021 بخطط طموحة لتنويع الاستثمار وتفعيل المشـروعات المتوقفة و وضعنا مساراً جديداً للسياسةِ الخارجيةِ يكونُ العراقُ فيها مُبادراً وقلنا قبل عامٍ بصوتٍ مُرتفع إن العراق أولاً و اسم العراق أكبر بكثير من أن يكون حديقة خلفية لأحد أو ملعباً لمغامرات أحد بل عامل سلام واستقرار للمنطقة والعالم ونفتخر بالتطور الكبير لعلاقتنا مع جميع دول المنطقة المحبة للسلام”.