النار تشتعل بقلب كردستان.. علاقات البارتي واليكتي تتقدم خطوة وتتراجع الفا للوراء
تفاؤل سياسي وشعبي بإقليم كردستان رافق انعقاد اجتماع “مهم” بين الأحزاب الكردية الحاكمة في أربيل، وسط مطالبات عديدة بضرورة الجلوس على طاولة الحوار وحل الخلافات بـ”التراضي”.
وهذا ما حصل فعلاً، حينما التقى رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني ومكتب الحزب السياسي، بوفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل، لمناقشة جملة ملفات أبرزها انتخابات برلمان كردستان.
وكالعادة، بداية الاجتماع كانت تبشر بخير وتؤكد وصول البارتي واليكتي على اتفاق ولو على بعض الملفات، بينها انتخابات مجالس المحافظات المحلية، الا أن نهايته لم تكن كبدايته، وشب خلاف بين بافل طالباني واحد أعضاء المكتب السياسي للديمقراطي، ما دفعه للانسحاب والعودة الى السليمانية.
الاتحاد الوطني الكردستاني، كشف، تفاصيل انسحاب بافل طالباني والمكتب السياسي من الاجتماع المشترك مع الحزب الديمقراطي في اربيل، فيما أكد أن حزب بارزاني يحاول تحجيم وإزالة دورنا من الساحة السياسية.
ويقول القيادي بالحزب، غياث السورجي، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، أجتمع يوم أمس مع المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، بدون حضور رئيس الحزب، مسعود بارزاني ولا نائبيه وهما كل من ولده مسرور بارزاني، وأبن شقيقه نيجيرفان بارزاني”.
ويضيف، أن “الاتحاد الوطني يسعى دائما لحلحلة المشاكل؛ لأجل المصلحة العامة للشعب الكردي”، مبيناً أن “اجتماع يوم أمس لم يحصل بالطريقة المرجوة منه ومحاولة إرضاء الطرفين، لذلك خرج بافل طالباني من الاجتماع، وعاد الى السليمانية”.
ويوضح القيادي بحزب بطالباني، أن “الحزب الديمقراطي يتكلم مع الاتحاد الوطني بلغة الأرقام وعدد المقاعد النيابية في برلماني كردستان وبغداد، لكن البارتي عليه أن يدرك بأن نصف إقليم كردستان جغرافياً ونصف القوات الأمنية كالبيشمركة ومكافحة الإرهاب والامن والمؤسسات الأمنية الأخرى عائدة لليكتي”.
ويبين السورجي، أن “الديمقراطي يحاول تحجيم الاتحاد وإزالة ادواره من الساحة السياسية العراقية والكردية بالتعامل معه بلغة الأرقام وعدد المقاعد، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً”، مؤكداً “وجود ملاحظات على المقاعد التي نال عليها البارتي”.
الحزب الديمقراطي لم يقف صامتاً، بل رد على الاتحاد الوطني بشأن أسباب انسحاب بافل طالباني والمكتب السياسي من اجتماع أربيل، وفيما أكد أن اليكتي يصر على تأجيل انتخابات إقليم كردستان، عد الانتخابات للاتحاد “انتحار سياسي”.
ويذكر القيادي بالحزب، وفاء محمد، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، طالب خلال الاجتماع الذي عقد مع المكتب السياسي للحزب الديمقراطي، بتأجيل انتخابات برلمان إقليم كردستان”، مبيناً أن “طلب رئيس اليكتي يرفضه البارتي بشدة”.
ويلفت الى، أن “طالباني تحجج بعدها بسماع تصريح من أحد قياديي الديمقراطي وهو يقول (الاتحاد حجمه الآن اصغر من السابق)، بالإضافة الى انزعاجه لعدم تلبية طلب تأجيل الانتخابات”.
ويتابع القيادي بحزب بارزاني، أن “موقف رئيس الاتحاد لم يكن انسحاباً، بل كان غاضباً بعد انهاء الاجتماع”، لافتا الى أن “السبب الحقيقي وراء مطالبات الاتحاد الوطني بتأجيل الانتخابات، معروف وواضح جداً”.
ويعتبر محمد، الانتخابات، بالنسبة للاتحاد الوطني، “انتحار سياسي، وهم يدركون هذا الشيء جيداً”، لافتا الى أن “اليكتي سيخسر نصف مقاعده في إقليم كردستان”.
على الرغم من كثرة الوساطات الخارجية والتدخل الحكومي؛ لمحاولة جمع الأحزاب الكردية على طاولة واحد؛ الا أن المصالح الشخصية كانت اللاعب الأساس بتدمير البيوتات الكردية، فكل حزب يسحب البساط لقدميه، والشعب الكردي يواصل المعاناة، الا أن صمت الحليم دائماً لا يعني السكوت بل لربما يكون الهدوء الذي يسبق عاصفة “التغيير”.