سياسية

أزمة الجفاف.. السماء تعصف بـ”صدقات” تركيا والعطف الإلهي يتدخل

عانى العراق من اضرار بيئية ومائية كبيرة خلال العامين الماضيين لأسباب عديدة قد يكون أبرزها قطع تركيا حصصه المائية لأكثر من النصف ما سبب ازمة كبيرة في داخل البلد، ما دفعه للاعتماد مرة أخرى على “الحلول الالهية” لعبور مرحلة الجفاف الخطيرة.
دائما ما كانت تركيا تلجأ لاستخدام اساليب “مصلحية” مستغلة جيدا وضع البلد المائي، ابرزها الاقتصاد مقابل المياه، وهو ما يفرض على الحكومة العراقية الموافقة على بعض شروطها لمحاولة انقاذ البلد من ازمة تهدد العالم باجمعه خلال المرحلة المقبلة.
سياسة “تعطيش العراق” التي تمارسها أنقرة منذ سنوات على بغداد، حلولها قليلة وابرزها المفاوضات اي (سلمني اسلمك)، وهذا ما تعول عليه تركيا، الا انها قد تكون متناسية العطف الالهي، فمصير فوق 42 مليون شخص من المؤكد لن يقع تحت رحمة المخلوق بقدر قدرة “الخالق”.
وشهدت العاصمة بغداد ومحافظات عديدة أخرى تساقط كمية كبيرة من مياه الامطار وسط تفاؤل شعبي بتغيير واقع البلد المائي وتقليل الاعتماد على تركيا.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وخلال زيارة رسمية قام بها الرئيس العراقي، محمد شياع السوداني، الى أنقرة، توعد باطلاقات مائية لمدة شهر فقط، وهو ما يؤكد الغايات الاساسية، وهو ما لقى رفضا شعبيا وسياسياً.
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد توجه بزيارة رسمية على رأس وفد حكومي الى تركيا، لمناقشة العديد من الملفات بينها أزمة المياه.
رئيس لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية فالح الخزعلي، أكد رفض العراق قبول المنح المائية التركية، داعيا الحكومة الى التفاهم مع تركيا لإطلاق الحصة المائية.
ويقول الخزعلي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، أن “لجنة الزراعة تتابع عن كثب أزمة الجفاف مع التغييرات المناخية وقلة الاطلاقات المائية”، مبينا أن “العراق قد يمر بأزمة جفاف غير مسبوقة “.
ويلفت الى، أن “ذهاب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا خطوة مهمة وفي نفس الوقت العراق لا يقبل الصدقات على اعتبار الاطلاقات لمدة شهر “.
ويؤكد الخزعلي، أن “تدخل السماء كان حاضرا هذا الموسم ولكن يحتاج إلى تفاهمات واتفاقيات ملزمة الأطراف خاصة مع تركيا”، مؤكدا أن “لجنته تدعم مشاريع وزارتي الزراعة والموارد المائية والتقليل من هدر المياه واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة “.
بدوره، عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار، رفيق الصالحي، قدم خيارين مهمين لحل أزمة الاستحقاقات المائية مع الجانب التركي، فيما وصفت صدقات ارودغان بـ “غير المجدية”.
ويؤكد الصالحي، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، إن “أولويات رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال زيارته الأخيرة الى تركيا، كانت تتمثل بحل أزمة المياه وزيادة الاطلاقات الى العراق”.
ويضيف، أن “الاطلاقات الشهرية التي توعد بها الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، خلال شهر فقط، الى العراق، غير مجدية”، مؤكداً أن ” حل هذه الازمة يتمثل بخطوتين لا ثالث لهما”.
ويوضح عضو مجلس النواب، أن “الخطوة الأولى تتمثل بعقد اتفاقيات دولية – رسمية باعتبار العراق ضمن الدول الذي يمتلك اهوار مُسجلة عالمياً، وهو ما يؤكد ضرورة الحفاظ على هذه الثروة البيئية”.
ويبين الصالحي، أن “الامر الأخر يتمثل باللجوء الى المحكمة الدولية، كأمر مشابه لقضية نفط كردستان، في حال عدم استجابة الجانب التركي الى الاتفاقات الدولية”.
الى ذلك، أكد عضو مجلس النواب، ثائر الجبوري، أن الامطار الاخيرة قد جاءت في وقتها الملائم لري المحاصيل الزراعية للموسم الحالي.
ويذكرالجبوري في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، ان “الامطار قد جاءت في وقتها الملائم لري المحاصيل الزراعية للموسم الحالي، لكن لايمكن ان تقضي على ازمة المياه التي يعيشها العراق والتي تتطلب تحرك فعلي من الجهات المعنية لضمان الحصة المائية”.
ويلفت الى، ان ملف المياه قدمت فيه الكثير من المذكرات من اجل تشكيل المجلس الاعلى لادارة المياه ليتولى الامور الفنية لهذا الامر بعيدا عن المحاصصة في تشكيلته واعضائه من اجل التفاوض مع الدول المتشاطئة مع العراق”.
دائما ما تغطي المنح الإلهية على الكوارث البشرية، فتعد رحمة الخالق أهم من ذل المخلوق مهما كبرت واتسعت، فالاساليب التي يستخدمها البشر ورغم حجم تأثيرها على بقية الناس الا انها “مؤقتة” وبحكم الزوال.

زر الذهاب إلى الأعلى