نص كلمة الحلبوسي في المؤتمر الـ32 للاتحاد البرلماني العربي بالقاهرة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه
صدق الله العظيم
– معالي الأستاذ صقر غباش رئيسَ الاتحاد البرلماني العربي، رئيسَ المجلسِ الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة
– معالي السيدة فوزية بنت عبد الله زينل، رئيسة مجلس النواب في مملكة البحرين
– معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
– السيداتُ والسادةُ رؤساءَ البرلمانات والمجالس ورؤساءَ الوفودِ
– السيداتُ والسادةُ أصحابَ المعالي والسعادةِ وأعضاءَ الوفود والسلك الدبلوماسي المشاركون والمراقبون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنه لمن دواعي السرورِ والبهجة أن يلتئم مجلسُنا هذا مجدداً في دورتِه الثانية والثلاثين ناشطاً في مهامِه، جاداً في تعزيز العلاقات بين شعوبِنا ودولِنا، عازماً على تذليل الصعوبات للوصول إلى أفضلِ الفرصِ والحلول من أجل حلحلة المشكلات المزمنةِ ومعالجةِ المستجدات الطارئة، ولأجل خلقِ رؤيةٍ موحدةٍ إزاء التحديات التي تمر بها الأمةُ العربية، والتي عانت وتعاني بسببها شعوبُ المنطقة وهي تتطلع إلى اللحظة التي تنتشلُها من هذه الأوضاعِ المرهقة والأزماتِ المتتابعة .
إخواني وأخواتي
تنطوي المرحلةُ على تحدياتٍ مختلفة تتطلب معالجاتٍ هي الأخرى مختلفةٌ واستثنائيةٌ وفاعلةٌ وجوهرية تتجاوز الهوامشَ القابلةَ للتأجيل إلى المتن العاجلِ الهام، وتضع في حساباتِها مناطقَ الخلل التي تتمدد للحيلولة دون توسعِها، وخلقَ الأجواءِ المناسبة لتفاهماتٍ ومقارباتٍ تجمعُ ولا تفرقُ ومبادئَ متفقٍ عليها دون التفاصيلِ التي نختلف عليها بالضرورةِ بعيداً عن مُكن الشيطان، على أن تكون حواراتُنا ضمن قائمةِ مهام ترتبُ الاولوياتِ ضمن سلمِ الاهمِ ثم المهمِ، في إطار الضرورياتِ المتمثلةِ بحفظِ وحمايةِ المعتقداتِ والأرواحِ والاموالِ وتجنيبِ الشعوبِ أخطارَ الحروب والمجاعاتِ وصيانةِ سيادةِ الدولِ والحكوماتِ ووحدة الاوطان.
أصحابَ السيادة والمعالي والسعادة
يبرهن انعقادُ مجلسِنا على تبني السيداتِ والسادةِ الرؤساء نهجِ التفكيرِ الجماعي والاقتراحِ البنَّاء خدمةً لقضايا الأمةِ، ومساهمةً في الجهدِ التشاركي، وتحقيقاً للغاياتِ النبيلةِ المرجوة من هذا الاجتماعِ لمناقشةِ قضايانا العادلة وفي مقدمتِها القضيةُ الفلسطينية التي لن تفقدَ حضورَها واهتمامَها وأولويتِها رغم كلِ المتغيرات والظروفِ والأحوال، لتبقى قضيةَ الأمة العربية والاسلامية ( المصيرية والأولى ) ضمن موقفٍ موحدٍ يندرج تحت ثابتٍ غيرِ قابلٍ للتفاوض أو التعديل، وهو حقُ العودةِ وإقامةِ الدولةِ الفلسطينية المستقلة وعاصمتِها القدس الشريف .
المجلس الموقر
لقد تجاوز العراق مرحلةً حساسةً ومهمةً بعد إجرائِه الانتخابات الأخيرةَ والتئامِ مجلس النواب فيه والشروعِ في الاجراءات الدستورية والقانونية لاختيار رئيس الجمهورية، ثم تكليفِ الحكومة الجديدة التي ستعمل على إنجاز برنامجِها الإصلاحي الذي أُجريت الانتخاباتُ لأجله بعد مطالبات شعبية ووطنية بالذهاب إلى انتخاباتٍ مبكرة وتشكيلِ حكومةٍ قادرة ومقتدرة على تلبية مطالبِ الشعب العراقي في الحياةِ الحرةِ الكريمةِ ومعالجةِ الوضع الاقتصادي وتعزيزِ القدراتِ الأمنية للتغلبِ على بقايا الخلايا الإرهابية بعد معركةٍ مصيرية خاضها العراق بجيشه وشعبه وحقق فيها انتصارا تاريخيا بإسقاطِ دولةِ الخرافة وتحريرِ الأرض والمضي قدما بمعالجة مخلفات هذه المواجهة من خلال إعادةِ النازحين والعملِ على إعادة إعمار المناطق المحررة، وضمانِ حقوق الشهداء والجرحى الأبطال الذين حرروا أرضَهم بدمائِهم الزكية، وبفضل وحدةِ ودعمِ شعبِهم ومرجعياتِهم الدينية والاجتماعية، ونحن اليوم على أعتابِ تغييرٍ حاسمٍ وجوهري في تعزيز بناءِ مؤسساتِ الدولةِ وحمايةِ مسارِ العملية السياسية والتداولِ السلمي للسلطة والتقدمِ بثقةٍ وثباتٍ كتيارٍ موحدٍ في تنفيذ مشروع الاصلاح الذي تتبناه الاغلبية الوطنية لتحقيق السيادةِ وترسيخ النهجِ الديمقراطي الاتحادي ، بما يضمن حقوقَ الجميع من خلال منهجيةِ التنسيقِ مع القوى الوطنية المؤمنة بالمشروع.
السيدات والسادة الرؤساء
يعاني وطنُنا العربي من أزماتٍ طال انتظارُ حلِها وتعاني شعوبُه من توترات أودت بحياة الآلاف من المدنيين بسبب الصراعات الدائرةِ في تلك البلدان، وفي مقدمةِ تلك الأزمات الأزمتان السورية واليمنية، وضرورة العملِ الجاد والفعال لإنهائِها وفق القرارات الدولية والعربية النافذة وبما يحقق سيادةَ واستقرار هذه البلدان، وتجدر الإشارة كذلك إلى الأوضاعِ السياسية والاقتصادية الصعبة في لبنان والسودان، وضرورةِ تعبيدِ الطرق لاستكمال المسار السياسي في ليبيا، إضافة الى التهديداتِ والهجماتِ النكراء التي تطال دولاً عربيةً وتهدد استقرارَها نتيجة الأعمالِ المسلحة الهمجية العابرةِ للحدود، والتي تهدد بمجملِها أمنَ واستقرار َ المنطقة، ونرى أن الحلَ يكمنُ في الذهاب إلى تسويةٍ تاريخيةٍ لكل تلك الأزمات وخصوصا التي ترتبط ببعضِها بشكلٍ جدليٍ مفهومِ الأسبابِ والنتائجِ للجميع، وكلُ ذلك يتطلب مصارحةً حقيقيةً وشجاعةً في الطرح والمعالجة، وتنازلاتٍ بينيةً تنعكس على الجميعِ بربحِ الاستقرارِ والأمنِ العربي والاقليمي الشامل.
وفي الختامِ أتقدم بجزيلِ الشكرِ والامتنان للاخوة في جمهوريةِ مصر العربية على الضيافةِ العربيةِ المتميزةِ المعهودة في ملتقى العربِ الدائم قاهرةِ المعز، أعزّ اللهُ أهلَها ، والشكرُ موصولٌ لجميع أخواتي واخواني السادةِ الرؤساءِ ووفودِهم الكريمة مع خالص التمنيات باجتماعٍ مثمرٍ يتجلى وينعكسُ على واقع الأمةِ حاضراً ومستقبلا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته