تتصاعد دعوات إخراج القوات الأمريكية والدولية من العراق يومًا بعد يوم، ولم تعد تقتصر على جماعات محددة. بعد أن ضربت الولايات المتحدة الأمريكية مطالب الحكومة المتعلقة بإخبارها قبل تنفيذ أي عملية داخل الأراضي العراقية عرض الحائط، كشف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني علانية عن رغبة الحكومة في إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي في العراق، والتي يمكن اعتبارها أول خطوة جدية في هذا الملف الشائك والخطير.
وفي هذا الشأن، أكد رئيس مركز اتحاد الخبراء الاستراتيجيين، صباح زنكنة، أن خطوة اخراج القوات الامريكية رهينة لقدرة المفاوض العراقي وقوته في استخراج الحق العراقي، خاصة مع تصاعد الانتهاكات المتعلقة بالسيادة العراقية، وهي أيضا رهينة لنقطة ثانية وهي طبيعة الأوضاع السياسية في الداخل العراقي.
وقال زنكنة في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “الأوضاع السياسية الداخلية متناقضة، حيث يرى البعض الأمريكان حلفاءً، والآخرون ينظرون إلى الأمريكان بأنهم احتلال، وآخر ينظر إلى الأمريكان بأنهم قوات صديقة، بالتالي ستتشتت الآراء ويذهب كل رأي باتجاهات مختلفة”.
وأضاف أن “المتغيرات الإقليمية لها دور كبير جدا في التعاطي مع هذا الملف، لا سيما مع استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة”، معربا عن اعتقاده بأن “دائرة الصراع ستتسع بشكل كبير جدا في المنطقة وقد تصب في خانة الجهات المفاوضة من الجانب العراقي”.
وتابع “عندها ستشعر الولايات المتحدة بأنها قد وقعت في خانة الضعف أو العكس تماما، أنها تكون في جانب قوة وفي وضع يمكنها من تحريك الساكن في الداخل العراقي وتهييج الأوضاع، بالتالي ستحقق ضربة عكسية للجهات العراقية برمتها وعلى اختلاف مشاربها السياسية”.