ماذا فاتنا من دروس مادة الكيمياء
هل يعلم الجميع أن بعض الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين، وغابات أخرى تعمل على العكس تماما؟ وأن الأرض تتنفس، تمتص وتطلق غاز ثاني أكسيد الكربون.
وبالطبع التلوث الكيميائي الذي يسببه النشاط البشري ضار، ولكنه مؤشر على تطور البشرية ويصاحب جميع الانجازات التكنولوجية. ولكن لماذا يخيفون الأطفال بالكيمياء، حتى أصبحت مادة غير محبوبة للكثيرين من تلاميذ المدارس. حتى أن كلمة “الكيمياء” تستخدم أحيانا في تعريف سلبي لشيء سام أو غير طبيعي.
ولكن العالم ستيبان كالميكوف، العضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، عميد كلية الكيمياء في جامعة موسكو، لا يتفق نهائيا مع هذا.
ويقول، في حديث لراديو “سبوتنيك”، “رهاب الكيمياء منتشر في كل مكان، ويذهلك ما تسمعه عن الكيمياء. ولكن في الواقع الكيمياء راحة ودواء ومواد جديدة وطاقة ووسائط نقل ومصادر جديدة للتيار الكهربائي، وصناعة السيارات والبناء والتصميم. وأما بالنسبة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ليس كل المواد الكيميائية- ضارة، ولا كل شيء طبيعي- مفيد. لقد اتضح أن هناك 120 نوعًا من الغابات النشيطة ليس اعتمادا على تنوع أشجارها، ولكن أيضًا على عمر النباتات التي فيها. فالغابات يمكن أن تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون فقط، بل على العكس من ذلك، تطلق الكمية الزائدة منه “وكذلك الطحالب في المحيط. وحتى الأرض” تتنفس “.
ويضيف، لقد أعلن العالمان الروسيان ميخائيل لومونوسوف ودميتري مندلييف، أن أغلب الاكتشافات ستكون في علم الكيمياء. وهذا ما يحصل فعلا. فقد أصبح علم الكيمياء قطاعا علميا صناعيا متقدما، بحيث من دون الاكتشافات والبحوث الجديدة لا يمكن أن تتطور القطاعات الأخرى. وترتبط الكيمياء بالأعمال التجارية وقطاعات إنتاج المعادن والبتروكيميائيات والهندسة الميكانيكية والطب والبيولوجيا والزراعة والرعاية الصحية وغيرها، وهذه جميعها مرتبطة مباشرة باقتصاد الدولة والحياة اليومية.
ويشير إلى أننا نسمع عادة من يقول هذه منتجات “من دون كيمياء” إنه أمر مضحك فعلا لأن هذا غير صحيح مطلقا. ويعود السبب إلى نقص المعلومات والبيانات عن السموم مثلا. لأن السموم فعلا ضارة. وهذا ينطبق على كل شيء بدءا من إضافات النكهة والروائح وحتى قضاء فترة طويلة تحت تأثير الشوائب والملوثات. كما أن الهواء الملوث ونمط الحياة غير الصحي وعوامل عديدة أخرى تؤثر في الجسم. ويستحيل فصل هذه البيانات، خاصة على مدى فترة طويلة من الزمن، لذلك فإن جميع المعايير والمؤشرات الخاصة بما هو ضار وما ليس ضارا، ليست مبنية على حسابات بيئية وطبية، بل على حسابات اقتصادية. وهذا غير صحيح.