ما هو مرض “الفطر الأسود” الذي أنهى حياة سمير غانم؟
أعلن شقيق الفنان المصري الشهير الراحل، سمير غانم، أن الفنان المصري كان قد تخطى كورونا، وأصيب بفشل كلوي حاد، كاشفا إصابة الفنان الكوميدي بمرض “الفطر الأسود” في عينيه.
وأشار شقيق سمير غانم إلى أن هذا المرض هو “من أسوأ الأمور التي يتعرض لها الإنسان”.
ومرض “فطار الغشاء المخاطي” (الفطر الأسود) دفع إلى زيادة الخطر في الهند، إثر أزمة فيروس كورونا الأخيرة التي واجهتها، إذ أنه انتشر بشكل كبير في البلاد، حيث أن “الفطر الأسود” ينتج عن العفن الموجود في البيئات الرطبة مثل التربة أو السماد، ويمكن أن يهاجم الجهاز التنفسي، وهو غير معدي ولا ينتقل من شخص لآخر، وفق “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة”.
وبحسب “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة”، “الفطر الأسود” هو عدوى فطرية خطيرة، ولكنها نادرة، تسببها مجموعة من القوالب تسمى الفطريات المخاطية، وتعيش هذه الفطريات في جميع أنحاء البيئة، لا سيما في التربة والمواد العضوية المتحللة، مثل الأوراق أو أكوام السماد أو الخشب الفاسد، إذ يصاب الناس بالفطر المخاطي عن طريق ملامسة الجراثيم الفطرية في البيئة، على سبيل المثال، يمكن أن تحدث عدوى الرئة أو الجيوب الأنفية بعد استنشاق الأبواغ، وتحدث هذه الأشكال من فطار الغشاء المخاطي عادة عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو يتناولون الأدوية التي تقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والمرض (التي تسبب ضعف المناعة)، ويمكن أن يتطور داء الغشاء المخاطي أيضا على الجلد بعد دخول الفطر إلى الجلد من خلال جرح أو كشط أو حرق أو أي نوع آخر من الصدمات الجلدية.
ويؤثر “الفطر الأسود” بشكل شائع على الجيوب الأنفية أو الرئتين يعد أن يستنشق الشخص جراثيم فطرية في الهواء، كما أنه يمكن أن يؤثر على الجلد بعد التعرض لإصابة سطحية مثل جرح أو حرق.
وأشارت “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة” إلى أن أعراض داء “الغشاء المخاطي” تعتمد على مكان نمو الفطريات في الجسم، وينصح الاتصال بمقدم الرعاية الصحية إذا ظهرت أعراض يعتقد أنها مرتبطة بداء الغشاء المخاطي، لافتة إلى أن أعراض التهاب الغشاء المخاطي الأنفي الدماغي (الجيوب الأنفية والدماغ) تشمل ما يلي:
“- تورم الوجه من جانب واحد
– صداع الراس
– احتقان الأنف أو الجيوب الأنفية
– آفات سوداء على جسر الأنف أو الجزء العلوي من الفم سرعان ما تصبح أكثر – شدة
– حمة”
فيما تشمل أعراض داء الغشاء المخاطي الرئوي (الرئة) ما يلي:
“- حمة
– سعال
– ألم صدر
– ضيق في التنفس
ويمكن أن يبدو داء الفطر الجلدي (الجلدي) مثل البثور أو القرح، وقد تتحول المنطقة المصابة إلى اللون الأسود. تشمل الأعراض الأخرى الألم أو الدفء أو الاحمرار المفرط أو التورم حول الجرح”.
أما أعراض داء الغشاء المخاطي المعدي المعوي، فتشمل ما يلي:
“- وجع بطن
– استفراغ و غثيان
– نزيف الجهاز الهضمي
و يحدث داء الغشاء المخاطي المنتشر عادةً في الأشخاص الذين يعانون بالفعل من حالات طبية أخرى ، لذلك قد يكون من الصعب معرفة الأعراض المرتبطة بداء الغشاء المخاطي. يمكن للمرضى المصابين بالعدوى المنتشرة في الدماغ أن يصابوا بتغيرات في الحالة العقلية أو غيبوبة”.
من جانبها، أوضحت وزارة الصحة الهندية في بيان لها، أن المرض “يبدأ في الظهور على شكل عدوى جلدية في الجيوب الهوائية الموجودة خلف جبهتنا وأنفنا وعظام خدودنا وبين العينين والأسنان، بعد ذلك ينتشر في العينين والرئتين ويمكن أن ينتشر إلى الدماغ”، مضيفة أن “الفطر الأسود يؤدي إلى اسوداد أو تغير في لون الأنف، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها وألم في الصدر، وكذلك صعوبات في التنفس وسعال في الدم”.
وقال الطبيب الاستشاري وأخصائي استقلاب القلب في مستشفى براش كاندي في مومباي، هيمانت ثاكر، إنه تم تسمية هذا المرض بـ”الفطر الأسود” لأن “إحدى الطرق التي ينتقل بها داء الغشاء المخاطي هي غزوه للأوعية الدموية، فهو يضر بالدورة الدموية حتى آخر عضو في الجسم، وبالتالي ينتج ما يسمى بالنخر أو موت الأنسجة والتي تصبح سوداء اللون بعد ذلك، ومن ثم يطلق عليه اسم الفطر الأسود”، موضحا أنه “في الحالات الشديدة ، فإن العدوى تنتقل عبر الأوعية الدموية إلى المخ، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر أو إحداث “فجوة” في الوجه، وإذا لم يتم السيطرة عليه ولم يتم علاجه ، يمكن أن يسبب معدل وفيات من 20% إلى 50%”.
من ناحية أخرى، أظهرت نتائج دراسة جرت عام 2005 على 929 حالة يعود تاريخها إلى عام 1885، أن “معدل الوفيات الإجمالي لـ”الفطر الأسود” بلغ 54%، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض”، وأن “معدل الوفيات يعتمد أيضا على نوع الفطريات المعنية وأي جزء من الجسم يتأثر، فعلى سبيل المثال هو أقل فتكا للأشخاص المصابين بعدوى الجيوب الأنفية، ولكنه أشد فتكا للأشخاص المصابين بعدوى الرئة”.
وحول ارتباط هذا المرض بفيروس كورونا، كشفت وزارة الصحة الهندية أن “الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة هم أكثر عرضة لعدوى “الفطر الأسود”، بما في ذلك مرضى فيروس كورونا، ومرضى السكري، والأشخاص الذين يتناولون المنشطات وأولئك الذين يعانون من أمراض مصاحبة أخرى مثل السرطان أو زرع الأعضاء، حيث أن مرضى “كوفيد – 19” معرضين للإصابة بالمرض بشكل خاص، وذلك لأن الفيروس لا يؤثر فقط على جهاز المناعة لديهم، وإنما يمكن للأدوية العلاجية أيضا أن تثبط استجابتهم المناعية.
وفي إشارة إلى الفطريات التي تسبب داء الغشاء المخاطي، أضافت الوزارة: “بسبب هذه العوامل، يواجه مرضى كوفيد-19 خطرا متجددا بفشل المعركة ضد الهجمات التي تشنها كائنات حية مثل الفطريات المخاطية، مشيرة إلى أن ” مرضى فيروس كورونا الذين يخضعون للعلاج بالأكسجين في وحدات العناية المركزة، قد يكون لديهم أجهزة ترطيب في الجناح، الأمر الذي قد يزيد من تعرضهم للرطوبة، ويجعلهم أكثر عرضة للعدوى الفطرية.
وأكمل هيمانت ثاكر موضحا: “يستغل الفطر الفرصة ويغزو الجسم الذي لديه فتحة صغيرة بسبب كوفيد-19، إما بسبب السكريات (مستويات الغلوكوز العالية)، أو بسبب المضادات الحيوية، أو بسبب أشياء أخرى كثيرة، وبذلك يحصل “الفطر الأسود” على موطئ قدم”، في حين لفتت الصحة الهندية إلى أن “هذا لا يعني أن كل مريض كوفيد-19 سيصاب بالعدوى بالفطريات الفطرية”،وأنه “غير شائع بين غير المصابين بالسكري”.