دولي

حمدوك يحدد شروطه لحل الأزمة السودانية

أكّد رئيس الوزراء السوداني المقال عبد الله حمدوك، أنّ إطلاق سراح الوزراء المعتقلين وعودة حكومته لمباشرة عملها يشكّلان مدخلاً لحلّ الأزمة الناجمة عن الانقلاب في السودان، بحسب ما أوردت وزارة الإعلام في الحكومة المقالة أمس الإثنين.

ويأتي ذلك في وقت أعلن مبعوث الأمم المتحدة في الخرطوم أمس، أنّ هناك جهود وساطة جارية في السودان وفي الخارج لإيجاد مخرج للأزمة في هذا البلد.

وقالت وزارة الإعلام في الحكومة السودانية المقالة، في بيان على صفحتها في فيس بوك، إنّ “حمدوك التقى في منزله سفراء دول ما يُسمّى (الترويكا) التي تضمّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج، وتمسّكَ بشرعيّة حكومته والمؤسّسات الانتقاليّة”، معتبراً أنّ إطلاق سراح الوزراء ومزاولة مجلس الوزراء، بكامل عضويّته لأعماله، هو مدخل لحلّ الأزمة.

وفي 25 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، ألقت “قوّة عسكريّة” القبض على حمدوك وكثير من وزرائه قبل أن يعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الأسبوع الماضي حلّ مؤسّسات الحكم الانتقالي، التي شُكّلت بالشراكة بين الجيش والمدنيّين عقب إسقاط عمر البشير في 2019 إثر انتفاضة استمرّت 5 أشهر.

وأعيد حمدوك إلى منزله في اليوم التالي للانقلاب، لكنّه وضع قيد الإقامة الجبرية، وشدّد حمدوك وفق بيان وزارة الإعلام في الحكومة المقالة، على أنّه “لن يكون طرفاً في أيّ ترتيبات وفقاً للقرارات الانقلابيّة الصادرة بتاريخ 25 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي”، قائلاً إنّه “يجب إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل هذا التاريخ”.

وأكّد البيان أنّ السفراء أبلغوا حمدوك بـ”وصول المبعوث الأمريكي الخاصّ للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان إلى الخرطوم فجر اليوم الثلاثاء، لمواصلة جهود نزع فتيل الأزمة”.

وكان محامي الوزراء والقياديّين المعتقلين، كمال الجيزولي، قال في وقت سابق أمس، إنّهم لا يزالون في مكان مجهول، مشيراً إلى أنّه يخشى على صحّتهم، وأضاف “توجّهنا إلى النيابة ظنّاً منّا أنّهم محتجزون هناك، ولكنّنا لم نجدهم”.

وكان البرهان قال بعد انقلابه على شركائه المدنيّين في 25 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، إنّ القضاء قد يوجّه إلى بعض المعتقلين اتّهامات رسميّاً.

وأوضح الجيزولي أنّ “هؤلاء المحتجزين في أسوأ وضع قانوني ممكن حاليّاً لأنّهم في مكان غير معلوم، ولم تُوجّه إليهم أيّ اتّهامات بعد، ولم تتمّ تسمية محققين علناً للتحقيق معهم”، داعياً كلّ من يقومون بمحاولات وساطة لحلّ الأزمة، أن يُطالبوا (السلطات الحاكمة) بالإعلان عن مكان تواجد الوزراء والسياسيين المعتقلين.

وكذلك، وضعت القوى الداعمة للديموقراطية هذا المطلب كشرط مسبق لأيّ حوار، فيما تحدّث ممثل الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس عن “وساطات” لإخراج البلاد من الأزمة.

وقال بيرثيس من الخرطوم خلال مؤتمر بالفيديو مع صحافيّين في الأمم المتحدة في نيويورك، إنّ “الكثير من مُحاورينا في الخرطوم، ولكن أيضاً على المستويين الدولي والإقليمي، يُعبّرون بشدّة عن رغبتهم في التحرّك سريعاً للخروج من الأزمة والعودة إلى الوضع الطبيعي”.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان التقى أول أمس الأحد حمدوك، وكتب على تويتر أنّه ناقش “خيارات الوساطة ومستقبل السودان”، وشدّد أمس أمام الصحافة في الأمم المتحدة، على ضرورة العودة إلى مراحل الانتقال السياسي كما شهدناها قبل 25 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، تاريخ الانقلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى