يبدو أن ثنائية المقاومة والسلطة كتب لها النهاية بشكل أسرع من المتوقع، بعد أن وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني استهداف السفارة الأمريكية في العراق بـ”العمل الإرهابي”، ووجه بملاحقة مرتكبي هذه الأفعال والاقتصاص منهم واعتقالهم من أجل أن ينالوا جزاءهم العادل على حد تعبيره.
وبالتأكيد فإن هذا الحديث، يعني نهاية شهر العسل بين حكومة السوداني وفصائل المقاومة التي ليس لديها تمثيل داخل الحكومة، مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء، الأمر الذي سيلقي بظلاله على الإطار التنسيقي الذي يبدو أنه قريب من التفكك رغم محاولته الظهور بمظهر التحالف المتماسك.
وفي هذا الشأن، أكد المحلل السياسي سيف رعد أن “الدافع وراء الاستهداف الأخير للسفارة الأمريكية هو محاولة زعزعة الوضع السياسي في العراق خاصة وأن الجميع يعرف من يقف وراء هذه الاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية والأجنبية والسفارة الأمريكية في العراق”.
وقال رعد في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “هذه التحديات ليست ببعيدة الحدوث خاصة أن الكثير من الجهات رفعت دعمها عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشكل علني وواضح حتى أصبحت تهاجم حكومته وانقلبت عليها”، مؤكدا أن “أطراف داخل الإطار التنسيقي تريد استغلال هذا الملف انتخابيا”.
وأشار إلى أن “هذه المؤشرات تدل على أن تحالف إدارة الدولة والإطار التنسيقي بالذات أصبح مفككا نتيجة للخلافات بين قواه”، مشيرا إلى “اتساع الفجوة فجوة بين مصدر القرار في حكومة السوداني وبين الفصائل التي تحمل شعار المقاومة ووحدة الساحات”.
وأكد رعد أن “بعض الفصائل المنضوية في داخل هيئة الحشد الشعبي وخارجها تخلت عن دعم حكومة السوداني.