سياسية

هل يمكن للعراق التعامل مع مسلحي حزب العمال الكردستاني؟

استبعد الخبير في الشأن الأمني والاستراتيجي مخلد حازم امكانية تكرار تجربة إبعاد الأحزاب الإيرانية المعارضة من الحدود مع حزب العمال الكردستاني.

وقال حازم  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إنه “لا يمكن المقارنة بين الأحزاب الكردية الإيرانية المتواجدة في إقليم كردستان وبين حزب العمال الكردستاني، فالأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة هي أحزاب مسيطر عليها تحمل صفة لاجئ سياسي من الأمم المتحدة تواجدت على أراضي الإقليم منذ خمسينيات القرن الماضي”.

وأضاف أن “هذه الأحزاب لم ير العراق منها أي تحرك مضاد لا على الجانب العراقي ولا الإيراني، فتحركاتها مرئية واضحة المعالم، لذلك عندما جلسوا إلى طاولة حوار بين الفريق العراقي والإيراني وكذلك ممثل إقليم كردستان استطاعوا وقتها التوصل إلى بعض الحلول ومنها سحب هؤلاء العناصر من الشريط الحدودي إلى داخل إقليم كردستان باتفاق محدد بين الأطراف”.

وأشار إلى أن “بعض بنود الاتفاق تشمل عملية تسليم المطلوبين إلى إيران وهذه الخطوة صعبة جداً، لا يمكن للعراق أن يتخذ فيها قرارًا على اعتبار أن العراق ملتزم بالقرارات الأممية التي تمنع تسليم اللاجئ السياسي إلى دولة المعارضة”.

وتابع “أما فيما يخص حزب العمال الكردستاني فوضعهم شائك في العراق، خاصةً وأن هناك بعض المقاتلين العراقيين من الأيزيديين هم عناصر فاعلة في حزب العمال الكردستاني، خاصةً بعد عام 2014 عندما دخل الحزب لمساعدة الأيزيديين وإنقاذهم من تنظيم داعش، فمن الصعب التعامل مع هذه الأطراف للوصول إلى اتفاقية”.

وأردف أنه “في المجمل، القضايا القومية والعقائدية والدينية لا يمكن حلها من خلال استخدام السلاح، فعلى سبيل المثال، عجزت الولايات المتحدة عن مقاتلة طالبان في أفغانستان، وكذلك النظام السابق في تسعينيات القرن الماضي عجز عن السيطرة على الأحزاب الكردية في جبال إقليم كردستان، والأمر ينطبق حالياً على الجانب التركي الذي عجز بدوره عن إيقاف حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، وذلك لأنها مجموعات وأحزاب تريد أن تحقق ما تحلم به، فهي صاحبة قضية من وجهة نظرها”.

وأكد الخبير الأمني أنه من الضروري أن تجلس الدول الثلاث المتمثلة بالعراق وإيران وتركيا على طاولة الحوار وأن يتم إيجاد حلول أكثر واقعية، مشيرًا إلى أن وجود هذه الجماعات المسلحة في العراق استغرق فترة طويلة وممكن أن يستمر. ولا يوجد أمام العراق وإيران وتركيا سوى إيجاد حلول فعّالة، فالسلاح وفوهات البنادق لا يستطيعان أن يمنعا الأشخاص الذين يحملون قضية من الدفاع عنها بشكل اكثر شراسة.

زر الذهاب إلى الأعلى