“النفط مقابل الغاز”.. مقايضة أم مناورة لفتح نافذة الدولار الأمريكية بين العراق وإيران؟
أثار اعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن التوصل إلى اتفاق عراقي – ايراني لحل ازمة الكهرباء من خلال مقايضة الغاز بالنفط الأسود، كثيرا من التساؤلات بين ذوي الاختصاص منها: هل منحت أمريكا الضوء الاخضر العراق وما هو السعر الذي سيتم بموجبه تحديده والطريقة التي سينقل به النفط.
اتفاقية “غامضة”
ويقول الخبير النفطي حمزة الجواهري في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “الاعلان عن مقايضة النفط الخام والنفط الاسود بالغاز الإيراني تثير الغموض حيث أن ايران لديها نفط خام لا تستطيع تصديره بسبب العقوبات من ثم تأتي لتأخذ نفطاً خاماً من العراق، اضافة الى ان النفط الخام محسوب لدى أوبك وعند اعطاء ايران سوف يخصم من حصة العراق”.
وتابع ان “النفط الأسود لديه منصة بدبي وله أسعار عالمية معروفة وقد لا توافق أمريكا على مثل هذه المقايضة لان ايران تأخذ أموال النفط يعني دولار وسواء كانت أخذته بيع النفط الاسود او تحويل هي نفس الشي”.
واكد انه “من غير المعلوم لديه ان الاتفاقية ستمضي لأنه هذه الاتفاقية بها عقبات لأنه ليس المفروض ان تتضمن النفط الخام” ، متمنيا ان “تضمي الاتفاقية لكي نستطيع الدفع الى ايران “.
فيتو أمريكي
ويقول الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ؛ ان “من مصلحة العراق انه يتبادل العراق النفط الاسود بالغاز ويمكن ان يستخدم نفط كوردستان في هذا الإطار وتحميله بالصهاريج”.
واضاف ان “الولايات المتحدة سمحت للعراق بتسديد مشتريات الغاز والكهرباء الإيراني بالدينار العراقي او عملة ثالثة أو من خلال استيراد السلع الأساسية للشعب الايراني”، مبينا أنه “ليس مستبعدا أن تلجأ إيران إلى بيع النفط الاسود وتصديره وتحصل على الدولارات وليس مستبعدا أيضا أن يكون هناك فيتو أمريكي على الاتفاق”.
تريثت عراقي
ويقول الخبير الاقتصادي حيدر الموسوي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ؛ ان “مقترح النفط الأسود مقابل الغاز كان منذ 3 اشهر وان الحكومة تريثت خشية من الرفض الأمريكي وبعد ذروة الطلب على ساعات التجهيز ذهبت الحكومة الى الموافقة على المقترح”.
ووصف الموسوي هذه الاتفاقية بـ”الخطوة بالسليمة مع ملاحظة أن الغاز المحلي حتى لو انتهت توتال من استثمار الغاز لن يسد الحاجة ما يعني استمرار الاستيراد”.
“المقايضة أهم الحلول”
ويقول المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد؛ ان “الاتفاق مع إيران على مقايضة الغاز الإيراني بالنفط الأسود العراقي يمثل أحد أهم الحلول التي لجأت لها الحكومة ومجلس الوزراء لتسديد مستحقات الغاز المورد”.
وأضاف أن “الاتفاق سيضمن انسيابية تدفق الغاز المورد وينهي التعثر السابق بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وتم بموجبه الاتفاق على آلية التجهيز والتسعيرة المعتمدة في الأسواق النفطية”.
احتياج دائم
ويقول وزير النفط السابق احسان عبد الجبار في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “كل مشاريعنا الغازية بما في ذلك مشاريع توتال سوف يكون إنتاجنا من الغاز 4000 مقمق وعندنا محطات كهرباء 33 كيكا واط فنحتاج بذلك 7000 مقمق في الصيف”.
واضاف ان “الاربعة الاف مقمق المنتجة من الغاز تسد مدة 9 أشهر وتبقى 3 اشهر بحاجة من الغاز يجب ان يتم استيرادها” .
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في 10 تموز الجاري عن التوصل إلى اتفاق عراقي ايراني لحل أزمة الكهرباء من خلال مقايضة الغاز بالنفط الأسود، وقال إن إجراءات الخزانة الأمريكية تحول دون تسديد بغداد الأموال المستحقة لطهران.
وشهد العراق منذ عدة أيام تراجعاً ملحوظاً في تجهيز التيار الكهربائي بسبب انخفاض تجهيز الغاز الإيراني المغذي لمحطات توليد الطاقة.
يأتي ذلك في وقت، حمّل الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، الإدارة الأمريكية مسؤولية تراجع تجهيز الطاقة الكهربائية.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، فيما قدرت وزارة الكهرباء، فترة حاجة العراق من الغاز الإيراني بين 5- 10 سنوات.
وتفيد التقديرات الأولية لوزارة النفط، بأن العراق يمتلك احتياطياً يقدر بنحو 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، حيث أن نحو 70% من الغاز العراقي هو غاز مصاحب لاستخراج النفط لمعالجته، ويحل العراق في المرتبة الـ11 بين دول العالم الغنية بالغاز الطبيعي.