أوكرانيا ترفع للغرب مطالب جديدة..ضم سريع للناتو وأسلحة أكثر
منذ 15 عاماً وأوكرانيا تحاول الانضمام إلى حلف الناتو، واليوم السبت قال وزير الخارجية دمترو كوليبا، إن كييف تحارب التحيزات وسوء الفهم المستمر منذ فترة طويلة بشأن عواقب انضمام بلاده التي مزقتها الحرب إلى الحلف، معتبراً أن تلك الخطوة لن تقود إلى حرب أخرى أوسع مع روسيا.
وتقاطعت تصريحات كوليبا مع أخرى مشابهة أطلقها رئيس الأركان الجنرال فاليري زالوجني، وطالب فيها الدولة الغربية بتكثيف الدعم العسكري لبلاده التي تخوض هجوماً مضاداً يتباطأ تدريجياً ولم يحقق إلى الآن النتائج المرجوه.
وانتقد الوزير الأوكراني المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل لرفضها طلب الانضمام قبل 15 عاماً.
وقال كوليبا في مقابلة مشتركة مع صحيفة بوليتكو الأمريكية وصحيفتي بيلد ودي فيلت الألمانيتين، إن عضوية الناتو لن تؤدي إلى حرب أخرى أو حرب أكبر مع روسيا. وقال كوليبا، إن حصول أوكرانيا على عضوية حلف الناتو ستكون “الطريق إلى السلام” لأن روسيا لن تجرؤ على مهاجمة أوكرانيا بمجرد أن تصبح عضواً في الحلف الدفاعي الغربي.
وتعهد كوليبا بأن تقوم أوكرانيا عندئذ بإعفاء حلف الناتو من الدفاع عن جبهته الشرقية “سنتحمل نحن هذا العبء”.
ووفقاً لكوليبا، لا تتوقع أوكرانيا الانضمام إلى الحلف في ظل استمرار الحرب “ولكن بعد الحرب، عدم قبول أوروبا لأوكرانيا كعضو في الناتو سيكون انتحاراً بالنسبة لأوروبا”
وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإغلاق الباب أمام العدوان الروسي ضد أوروبا هي قبول أوكرانيا كعضو.
وفي ضوء قمة الناتو المقبلة في ليتوانيا بعد أسبوعين، حذر كوليبا الحكومة الألمانية من عرقلة مسار بلاده للانضمام للحلف.
وطالب برلين بعدم تكرار “خطأ المستشارة الألمانية ميركل في بوخارست عام 2008 عندما رفضت بشدة أي تقدم لأوكرانيا من أجل الحصول على عضوية الناتو”.
أسلحة إضافية
وإلى جانب الضغط الممارس من قبل كييف على أعضاء الناتو لضمها إلى حلف، يطالب الجيش الأوكراني بمزيد من الأسلحة.
وطالب رئيس الأركان الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني في مقابلة نُشرت الجمعة الغرب بإمداد قواته بمزيد من الأسلحة، محذراً من أن عدم حصولها على مقاتلات وقذائف مدفعية يعرقل خططها للمضيّ قدماً في هجومها المضاد. وقال زالوجني لصحيفة “واشنطن بوست”، إنه يشعر بالامتعاض حيال بطء إيصال الأسلحة التي وعد الغرب أوكرانيا بها.
وأضاف “يزعجني” أن البعض في الغرب يشتكون من بطء بدء وسير الهجوم المضاد المنتظر منذ مدة طويلة ضد قوات الاحتلال الروسية في جنوب البلاد.
وذكّر بأن حلفاء بلاده لا يمكن أن يطلقوا هجوماً من دون ضمان تفوقهم الجوي، لكن أوكرانيا ما زالت بانتظار مقاتلات “إف-16” التي وُعدت بها.
وقال، “لا أحتاج إلى 120 طائرة. لن أهدّد العالم بأسره. يكفي عدد محدود جداً”.
وتابع، “لكن هناك حاجة إليها لعدم وجود طريقة أخرى إذ إنّ العدو يستخدم جيلاً مختلفاً من الطائرات” يتفوّق على تلك التي يمتلكها سلاح الجو الأوكراني حالياً.
واشتكى أيضاً من أن قذائف المدفعية التي تملكها بلاده أقلّ بكثير من تلك التي تستخدمها روسيا في الحرب.
وذكّر زالوجني بأنه على اتصال دائم مع شركاء بلاده الغربيين الذين يطلعهم على احتياجاتها، مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي.
لكن لا يمكن لميلي وحده اتخاذ القرار في هذا الشأن، بحسب زالوجني.
وقال إن الأمر محصور بمسألة اتخاذ قرار لكن “إلى حين اتخاذ هذا القرار، يموت كثير من الناس كل يوم — كثيرون. فقط لأن القرار لم يُتخذ بعد”.
وردّاً على تصريح نظيره الأوكراني قال رئيس الأركان الأمريكي للصحافة الجمعة، “نحن نقدّم لهم كلّ مساعدة ممكنة”.
وأوضح الجنرال ميلي أنّ تزويد القوات الأوكرانية مقاتلات إف-16 أو صواريخ تكتية من نوع “أتاكمس” هو موضوع “مطروح على طاولة البحث لكن أيّ قرار لم يُتّخذ في شأنه حتى الآن”.
وأضاف أنّ الهجوم الأوكراني المضادّ “يسير بأبطأ ممّا كنّا نتوقع” لكن “هكذا هي الحرب. هذا الأمر لا يفاجئ أحداً البتّة”.