اقتصاد

أزمة الدولار.. العلاق متفائل والأموال تنتهي تحايلاً في لبنان

ذكرت صحيفة “الفايننشال تايمز” الأمريكية أن العراق ما يزال يحاول السيطرة على ازمة العملة، وهو ما يؤشر الى أن اقتصاده المعتمد على النفط بعد 20 سنة من الغزو الأمريكي، ما يزال هشا، كاشفة عن عمليات تحايل مستمرة لتهريب الدولار بطرق التفافية الى لبنان.

ونقل التقرير الأمريكي، ، عن محافظ البنك المركزي علي العلاق قوله، مدافعا عن الإجراءات التي اتخذها لتحقيق الاستقرار في سوق العملة النقدية حيث صار هناك شح الدولار وتراجع قيمة الدينار، موضحا “ركزنا على حل جذور المشكلة ونشهد بعض المؤشرات الإيجابية، فيما بعد الأزمة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي”.

وتنسق السلطات العراقية مع الولايات المتحدة عبر تطبيق قواعد صارمة على البنوك كجزء من الجهود للقضاء على تبييض الأموال والتدفقات النقدية السرية نحو الخارج، إلا أن هذه الإجراءات تسببت في تداعيات لم تكن متوقعة بما في ذلك التراجع الكبير في المعروض من الدولار ما أدى الى تفاقم التضخم وخلق صعوبات للعراقيين حيث يسود التعامل بالدولار بسبب عدم الثقة بالدينار.

ولفت التقرير الى أن بغداد ليس بإمكانها الوصول إلى أموال مبيعات النفط سوى من خلال الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يحتفظ باحتياطيات العراق من النقد الأجنبي منذ الغزو، وهي آلية تنص على أن البنك المركزي يطلب دولاراته من الاحتياطي الفيدرالي ثم يبيعها مقرضين تجاريين وشركات صرافة مقابل الدينار، فيما يعرف باسم مزاد الدولار، الا ان المسؤولين الامريكيين والعراقيين يشكون منذ فترة طويلة من أن عمليات احتيال واسعة سمحت بسحب مبالغ كبيرة الى خارج العراق، ووصلت أموال الى جماعات خاضعة للعقوبات الامريكية في ايران وسوريا ولبنان.

ونقل التقرير عن المسؤول الأمريكي العامل في بغداد ديفيد برجر قوله “شهدنا عددا متزايدا من المعاملات المشبوهة. مبالغ مالية كبيرة غادرت من خلال التحويلات الالكترونية على أسس احتيالية واضحة”.

وبعد “سرقة القرن” التي طالت 2.5 مليار دولار وحظر 4 بنوك من التعاملات، ذكر التقرير بقرار التخلي عن المعاملات الورقية في إجراءات تحويل الأموال، وتطبيق منصة رقمية أكثر شفافية للتحويلات. لكن بعض البنوك والتجار كانوا غير راغبين في الكشف عن تفاصيل المستلمين النهائيين، بينما تأخر البعض في التكيف مع القواعد الجديدة.

ونقل التقرير عن العلاق قوله إن هناك بوادر على التقدم حيث “نشهد تزايدا في عدد المعاملات على المنصة الرقمية، وهناك المزيد من التجار العراقيين يسجلون رسميا للمشاركة”.

ومن بين الإجراءات التي اتبعت لاحتواء أزمة الدولار وقيمة الدينار، طرح مخطط يتيح للمسافرين استبدال الدينار بمبلغ يصل الى 7 الاف دولار في المطارات لاستخدامها في الخارج، وهو ما أتاح للصرافين حجز رحلات طيران لن يستخدموها، وإنما فقط بهدف الوصول الى العملة الامريكية ، ثم القيام ببيعها في السوق السوداء.

ونقل التقرير عن موظف في شركة طيران بمطار بغداد انه “منذ اسابيع رأينا رحلات جوية الى عمّان أو بيروت نفدت بالكامل لكن الطائرات كانت فارغة (بلا مسافرين)”. ولفت التقرير إلى أن هذه الثغرة كانت تضيق منذ الأسبوع الماضي حيث تم تقليص المبلغ المتاح الى الفي دولار فقط.

واشار التقرير الى ان بعض هذه الدولارات انتهى بها المطاف في لبنان الذي يعاني من أزمته الاقتصادية الخاصة.  ونقل التقرير عن أحد الصرافين قوله إنه كان يرسل يوميا عشرات العراقيين لسحب الدولارات من مطار بغداد لجلبها الى لبنان، موضحا “نحن نجني حوالي 1200 دولار من كل 10 الاف دولار نحصل عليها من العراق”.

ونقل التقرير عن العلاق قوله إن “مشكلتنا الكبرى هي أن العراقيين يعتمدون على الدولارات النقدية. أليس من الغرابة أن يدفع المرء بعملة أجنبية في بلده؟ العالم بأكمله يتجه نحو التخلي عن التعامل نقديا، وعلى العراق أن يفعل ذلك ايضا”.

زر الذهاب إلى الأعلى