معدلات قياسية للحرائق في العالم
وفيما تندلع حرائق في دول أوروبية وإفريقية وآسيوية، جفت عشرات الأنهار فيما يتوقع أن يجف المزيد منها قبل انتهاء فصل الصيف الحالي، في أحدث تعبير عن أزمة المناخ العالمية، فيما تُعقد في شرم الشيخ المصرية قمة لمناقشة هذه الأزمة، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
الصين
وأصدرت الصين أول تحذير وطني من حالة الجفاف هذا العام، فيما تكافح السلطات حرائق الغابات وتحشد فرقاً متخصصة لحماية المحاصيل من درجات الحرارة الحارقة عبر حوض نهر يانغتسي.
ويأتي “الإنذار الأصفر” الوطني، الذي صدر في وقت متأخر أمس الخميس، بعد أن شهدت مناطق من سيتشوان في الجنوب الغربي إلى شنغهاي في دلتا يانغتسي أسابيع من الحر الشديد، فيما يرجعه مسؤولون حكوميون إلى تغير المناخ، والإنذار الأصفر أقل بدرجتين من أخطر تحذير على المقياس الصيني.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس الخميس، إن بحيرة بويانغ تقلصت الآن في أحد أحواض الفيضان المهمة لنهر يانغتسي بمقاطعة جيانغشي بوسط الصين إلى ربع حجمها الطبيعي لهذا الوقت من العام.
وذكر تلفزيون الصين المركزي اليوم الجمعة إن ما يصل إلى 66 نهرا عبر 34 مقاطعة في منطقة تشونغتشينغ الجنوبية الغربية جفت، كما شكل مكتب الزراعة في تشونغتشينغ فرق خبراء لحماية المحاصيل المعرضة للخطر وتوسيع مناطق الزراعة لتعويض الخسائر قبل موسم حصاد الخريف.
فرنسا
وكافحت فرق الإطفاء الفرنسية، حريق غابات ضخم في منطقة لانديراس بالقرب من بوردو، حيث اندلعت حرائق غابات في منطقة غيروند، ما دمر آلاف الهكتارات من غابات الصنوبر، وأجبر الآلاف على إخلاء بيوتهم في المنطقة.
وهرعت طواقم إطفاء من ألمانيا واليونان وبولندا، ورومانيا والنمسا، لمساعدة السلطات الفرنسية في مكافحة الحرائق الضخمة، ومنع امتدادها أكثر نحو المناطق السكنية.
وعزت السلطات الفرنسية اندلاع الحريق، بسبب جفاف الغطاء النباتي وانخفاض مستويات الرطوبة بشكل كبير، في الوقت الذي شهدت فيه مستويات المياه للأنهار الرئيسية انخفاضاً كبيراً.
البرتغال
وتمكنت طواقم الإطفاء في البرتغال من السيطرة على النيران في منتزه سيرا دا استريلا في وسط البلاد، دون إخمادها بشكل نهائي، في حريق هو الأكبر الذي تشهده البلاد هذا العام.
واندلع الحريق في 6 أغسطس (آب) قرب كوفيلا (وسط)، ودمّر غابات فريدة من النباتات في المحمية الطبيعية المدرجة على لائحة اليونسكو، وسط سلسلة جبال سيرا دا إستريلا البالغ ارتفاعها حوالي ألفي متر.
ويُعد حريق سيرا دا إستريلا الذي أتى على نحو 25 ألف هكتار من هذه المحمية بحسب التقديرات الأولية، الأكبر، بينما تشهد البلاد هذا العام جفافاً استثنائياً، ويتوقع المعهد البرتغالي للبحر والجوّ ارتفاعاً تدريجياً في درجات الحرارة حتى سبتمبر (أيلول) الذي يُرجّح أن يكون “أكثر حراً وأكثر جفافاً” من المعتاد.
إسبانيا
في إسبانيا، أضعف هطول الأمطار ومعها تدني درجات الحرارة، بشكل كبير حريقين كبرين ضربا منطقة فالنسيا (جنوب شرق)، وفق ما أعلنت السلطات وأجهزة الإنقاذ الخميس.
وكتب رئيس منطقة فالنسيا شيمو بوتش في تغريدة مساء الأربعاء “أخيرًا نبأ سار: المطر وتدني درجات الحرارة سمحا باحتواء الحريق في فال ديبو”.
تونس
ورفع معهد الرصد الجوي في تونس، الخميس، درجة الإنذار في سبع ولايات بسبب موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد منذ يومين، وأسند المعهد اللون البرتقالي إلى ولايتي القيروان وسيدي بوزيد في الوسط وولايات توزر وقبلي وتطاوين وقابس ومدنين في الجنوب حيث تمتد الصحراء على مساحات واسعة.
ويعني اللون البرتقالي درجة إنذار عالية وتستوجب اليقظة التامة بسبب ظواهر جوية خطيرة متوقعة، وهي تسبق درجة المخاطر القصوى ذات اللون الأحمر.
وتشهد تونس ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة فاقت أقصاها 47 درجة ما أدى إلى انقطاعات متكررة للكهرباء بسبب تضاعف الطلب على الطاقة، فيما أدت موجة الحر إلى اندلاع حرائق في غابات ومرتفعات جبلية، خصوصاً في ولايتي باجة وجندوبة المتجاورتين غرب البلاد على مقربة من الحدود مع الجزائر التي شهدت أيضا حرائق ضخمة ووفيات.
مقترح كولمبي
وأعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، أنه سيطلب من الدول الغنية والشركات متعددة الجنسيات دفع أموال للفلاحين لحماية غابة الأمازون وإعادة المناطق التي أزيلت منها الأشجار.
وقال بيترو خلال زيارة إلى مدرسة للسكان الأصليين في ليتيسيا (جنوب) عاصمة مقاطعة أمازوناس: “نحتاج إلى إنشاء صندوق مالي بحوالي 500 مليون دولار سنوياً، بشكل دائم ولمدة عشرين عاماً، لتتمكن الشركات الكبرى في العالم وأغنى الحكومات، إذا كانت تريد فعلاً دفع مكافحة تبدل المناخ قدماً، من تمويلنا إما عن طريق أرصدة الكربون أو مساهمات مباشرة”.
وأعلن الرئيس اليساري نيته عرض هذه المبادرة على المؤتمر المقبل للأمم المتحدة حول المناخ (كوب27) الذي سيعقد في مصر في نوفمبر (تشرين الثاني).
وأوضح بيترو أن الحكومة الكولومبية الجديدة تنوي استخدام هذه الأموال لدفع رواتب شهرية لـ”مئة ألف أسرة أمازونية ستعمل من أجل نمو الغابة مجدداً حيث احترقت وستحميها حيث تكون معرضة للخطر”.