الكاظمي: هذا الأمر يجب أن يدركه بايدن
أكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الأربعاء، أن العراق يرسم خطاه بنفسه، محلياً وإقليمياً ودولياً، فيما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي عليه أن يدرك تصميم الشعب العراقي على حل مشكلاته عبر الحلول العراقية.
وقال الكاظمي في مقال، نشر في مجلة الفورين بوليسي، “حينما يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، فإنه سيصل إلى منطقة تواجه العديد من التحديات، كالإرهاب، والأمن الغذائي، والتغير المناخي. لكن الشرق الأوسط اليوم منطقة تواجه تلك التحديات في ظل مجموعة من القادة يسعون إلى أحداث تغيير إيجابي”.
وأضاف، “سوف أمثل عراقاً متعافياً ويقف بثقة أكبر في المسرح الدولي وهو أقوى مما كان عليه منذ آخر زيارة للرئيس بايدن في عام 2016، أو حتى مما كان عليه عندما التقينا في المكتب البيضاوي العام الماضي”، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة كان لها دورا كبيرا في دعم العراق خلال سنوات عديدة، ونحن ممتنون للمساعدة والتضحيات التي قدمها الأمريكيون لدعمنا”.
وتابع “اليوم يرسم العراق خطاه بنفسه، محلياً وإقليمياً ودولياً”، مردفاً “إن الأمر الذي أتمنى أن يدركه بايدن بعد اجتماعنا في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة هو عزمي أنا شخصياً، وتصميم الشعب العراقي على حل مشكلات العراق عبر الحلول العراقية”.
وأكمل الكاظمي “العراق الآن هو ديمقراطية دستورية متعددة الأحزاب والأعراق. نعم، ما زلنا في عملية مطولة لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات في الخريف الماضي. إذ إن تشكيل الحكومة استغرق وقتاً طويلاً، وهو فعلاً أمر أثار الشعور بالإحباط لدى الكثيرين داخل العراق وخارجه”.
وأستدرك “أنا أشاركهم ذلك الشعور، لكنني فخور أيضاً بقدرة الدولة على الاستمرار بالعمل لخدمة المواطنين العراقيين، وحماية مواردنا الطبيعية، وأداء دور قيادي في مبادرات إقليمية تعزز الرفاهية والأمن”.
ولفت إلى “إن المصاعب السياسية التي تنجم عن الانتخابات هي مثال على الأوضاع المشوشة التي تنتجها الديمقراطية في بعض الأحيان، وتؤكد الحاجة إلى ترسيخ مبادئ الديمقراطية في الحياة العامة العراقية، وضمان قدرتها على الاستدامة بنحو لا يقتصر على صناديق الاقتراع”، مبيناً أن “الطريق نحو ديمقراطية ناجحة يستلزم وقتاُ وإرادة وقيادة، ومع وقوفنا على قدمينا بعد طرد داعش من أرضنا، نتمكن اليوم من التطلع نحو آفاق أفضل، فلم يعد بلدنا عضواً غير فاعل في المجتمع الدولي؛ فنحن الآن نشيطون على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما في ذلك المبادرة باستضافة القمة متعددة الأطراف التي تهدف إلى تعزيز التعاون والاستقرار الإقليميين”.
وأشار إلى “استضافة العراق في العام الماضي، مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة مع قادة الأردن، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا، وقطر، والكويت، ومصر، وبمشاركة على مستوى الوزراء من تركيا، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمملكة العربية السعودية”.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء “إن ذلك دليل على التزام حكومتي بألا تدخر جهداً من أجل تحقيق الاستقرار في بلدنا والمنطقة. وبينما نسعى إلى تهدئة التوترات من خلال التقريب بين الأطراف المختلفة، فإننا نؤيد بقوة أيضاً احترام سيادة كل دولة وضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وأتم الكاظمي “إن علاقتنا مع الولايات المتحدة شهدت تغييراً نحو الأفضل، وبينما كان تعاوننا التأريخي يدور حول الأمن ومكافحة الإرهاب، فإن العلاقة تتسع الآن لتشمل تحديات مجتمعية أخرى لا تقل أهمية، مثل: الاقتصاد، والطاقة، والتغير المناخي، والبيئة، والصحة، والتعليم، والثقافة”.