الحكيم يحذر من إنهيار النظام السياسي
حذر رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، اليوم الجمعة، من انهيار النظام السياسي مع استمرار التوافقية والتنصل عن المسؤولية في الفشل، مشدداً على أن يكون هناك تياران في دعم الدولة أحدهما تيار الحكومة المقبلة والآخر المعارضة.
وقال الحكيم خلال كلمته في تجمع جماهيري بمناسبة شهر محرم الحرام وسط العاصمة بغداد، إنه “لا يمكن بناء الدولة من دون محاسبة ومعاقبة من يستهدف هيبتها وسيادة قانونها، ولا يمكن تشكيل حكومة مقتدرة من دون إنتخابات حرة ونزيهة، ولا يمكن تحقيق الخدمات من دون محاسبة المقصرين والفاشلين وقطع الطريق عليهم، كما لا يمكن حفظ كرامة المواطنين وأمنهم من دون إعتقال المجرمين والقاتلين في وضح النهار، ولا يمكن تشغيل المصانع وإزدهار الزراعة وإنعاش الإقتصاد من دون محاكمة الفاسدين وسُراق المال العام، وما نعانيه هو التردد وعدم إتخاذ القرار وتحمل المسؤولية”.
وأضاف، أن “هذا النظام السياسي اذا إستمر في لغته التوافقية وتعميم الفشل وعدم تحديد جهة المسؤولية، سينهار حتماً”.
ودعا، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى “إعلان نتائج الانتخابات المقبلة خلال ٢٤ ساعة من إنتهاء عملية التصويت العام، وأن تكون عملية إعلان النتائج شفافةً ونزيهةً لا يشوبها الشك والريبة”.
وأشار إلى أنه “مهما كانت النتائج لابد من الإسراع في تشكيل الحكومة المقبلة وأن يتحمل مسؤولية تشكيلها تحالف إنتخابي يأخذ على عاتقه مسؤولية تنفيذ البرنامج الحكومي ضمن مدد زمنية واضحة يتم مراجعتها عند نهاية كل عام”.
وتابع، “لابد ان يكون هناك تياران في دعم الدولة أحدهما تيار الحكومة الذي يبدأ منذ اليوم الأول في تشكيل الحكومة، والثاني تيار المعارضة الذي يأخذ على عاتقه تقويم الحكومة عبر أساليب وآليات الديمقراطية ضمن سقف القانون”.
وأكد الحكيم، أنه “آن الأوان لنكون بلداً ذا سيادة كاملة، بأراضٍ خالية من القوات الأجنبية وفي مقدمتها القوات العسكرية الأمريكية، رغم تقديرنا للجهود الدولية التي وقفت مع العراق في حربه ضد قوى الإرهاب والظلام”، معتقداً أن “خطوات حكومة الكاظمي بإتجاه تحقيق هذا الهدف كانت واثقة وموفقةً وهي بحاجة الى إسناد ودعم شعبي وسياسي لإكمالها وترسيخها”.
ولفت الى، أن “جهود الحكومة العراقية في إعادة علاقات العراق مع محيطه ومنطقته والعالم، جعلت العراق ساحة للتفاهمات والإتفاقات والحوارات الإقليمية والدولية وليس ساحة للصراعات والتقاطعات المدمرة”، مشدداً على ضرورة “جلوس دول الجوار وفي مقدمتهم (العراق وإيران والسعودية وتركيا ومصر) وغيرهم من دول المنطقة على طاولة حوار جاد خدمة لمصالح الشعوب في حاضرهم ومستقبلهم”.
واستدرك الحكيم في حديثه، قائلاً: “إننا أمام مرحلة مهمة وحاسمة من تاريخ العراق الحديث، اما أن نكون أمام دولة قوية وحكومة جريئة قادرة على تحقيق تطلعات العراقيين، وإما أن نكون أمام مستقبل مجهول يعرض الجميع الى مخاطر حقيقية”.