متحف بيرغامون يحجب بوابة عشتار البابلية ومقتنياته الأخرى عن العرض
بشكل مفاجئ، أعلنت كل من مؤسسة التراث الثقافي البروسي والمكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي (الاثنين 27 مارس/ آذار) إغلاق متحف بيرغامون في برلين، وهو أحد أشهر وأكثر المتاحف المحببة للزوار بألمانيا، لمدة أربع سنوات تقريبا بسبب أعمال تجديد شاملة.
وجدير بالذكر أن مؤسسة التراث الثقافي البروسي هي المسؤولة عن متحف بيرغامون، أما المكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي فهو من ينفذ أعمال التجديد الخاصة بالمتحف.
وسمي المتحف على اسم أشهر معالمه، “مذبح بيرغامون”، الذي يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، في فترة حكم يومينس الثاني، أحد ملوك بيرغامون (أيضا: بيرغاموم) الأقوياء، الذين أنشأوا مدينة ثقافية، بنيت على غرار أثينا القديمة، وتقع الآن في غرب تركيا.
الشرق حاضر بقوة في جزيرة المتاحف
ويشكل المتحف، الذي تم بناؤه خلال الفترة بين عامي 1910 و 1930، الجزء الأكبر من جزيرة المتاحف في قلب العاصمة الألمانية. وتضم جزيرة المتاحف خمسة متاحف تاريخية، وصنفتها اليونسكو كموقع تراث عالمي منذ عام 1999 بسبب أهميتها الخاصة.
ويضم متحف بيرغامون مجموعة من الآثار القديمة، ويجتذب، مع متحفي الشرق الأدنى والفن الإسلامي، أكثر من مليون زائر كل عام. وفي العام الذي سبق جائحة كورونا، زار المتحف 804 آلاف زائر، على الرغم من مرحلة الإغلاق الأولى بسبب أعمال التجديد.
مذبح بيرغامون في متحف بيرغامون في برلين قبل إغلاقه من أجل أعمال التجديد. (28/9/2014)
مذبح بيرغامون في متحف بيرغامون في برلين قبل إغلاقه من أجل أعمال التجديد. (28/9/2014)
بوابة عشتار
وإضافة إلى الآثار المعروضة في المتحف وترجع إلى مناطق عربية، فإن أشهر ما يضمه متحف بيرغامون “بوابة عشتار”، بلونها الأزرق ونقوش الحيوانات والتماثيل على جدرانها. وقد بناها الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني في القرن السادس قبل الميلاد من أجل عشتار، آلهة الحب والحرب عند حضارات بلاد الرافدين.
وعثر عليها علماء آثار ألمان في حفريات مدينة بابل العراقية على نهر الفرات. وبعد الاتفاق مع الدولة العثمانية ثم مع السلطات العراقية بعد الحرب العالمية الأولى نقل الألمان قطع البوابة على مدار عقود إلى برلين وأعيد تركيبها سوية ثم قدمت إلى الجمهور لأول مرة في متحف بيرغامون عام 1930، ونصبت في الجناح الجنوبي بالمتحف. وفي الألفية الجديدة، طالبت السلطات العراقية باسترداد “بوابة عشتار”.
بابل- تاريخ يتحدى القرون والأساطير بابل من السماء
بابل كما تبدو من فوق، بقايا السور في المقدمة، وخلفه شبكة متاهة الدفاع عن المدينة، وفي الخلف جانب من قصر الملك نبوخذ نصّر الأكبر، وأجزاء من معبد المدينة.لا آثار تدل على مساكن أهل بابل، فهل كانوا خارج الأسوار؟
خطة التجديد تمتد لـ 14 عاما
ومع تقسيم خطط التجديد إلى مرحلتين، كان من المفترض في الأساس أن تظل بعض أجزاء المتحف مفتوحة أمام الجماهير في ظل العمل المكثف، إلا أن هذه الخطط تغيرت الآن. ومن المنتظر أن يكون القسم (أ)، الذي أغلق منذ عام 2013 مع الجناح الشمالي ومذبح بيرغامون الشهير في الجناح المركزي، متاحا للجماهير مرة أخرى في عام 2027، أما القسم الثاني (ب) فسيجرى إغلاقه اعتبارا من 23 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ومن المقرر إعادة افتتاح متحف بيرغامون بأكمله مرة أخرى في عام 2037. ويعد متحف بيرغامون جزءًا من المخطط الرئيسي لمجموعة جزيرة المتاحف بأكملها. وبعد إتمام عملية التجديد سيكون هناك “ممشى أثري”، أغلبه تحت الأرض، يربط جميع المباني في الجزيرة ببعضها البعض، بحسب موقع “شبيغل أونلاين”.
تكلفة تصل لـ1.5 مليار يورو
وبحسب البيانات، تبلغ تكلفة تجديد الجزء الأول 489 مليون يورو. وبالنسبة للجزء الثاني تُقدر التكلفة بنحو 722.4 مليون يورو. وتُقدر تكلفة مخاطر محتملة وزيادة الأسعار بنحو 6.295 مليون يورو حتى الآن. وقد تصل التكاليف الإجمالية إلى 5.1 مليار يورو.