صحيفة إيرانية: تنظيم دولار العراق يصعّب التفاف طهران على العقوبات
أشارت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية إلى بدء امتثال العراق لمعايير نظام التحويلات الدولي “سويفت” من أجل الوصول إلى احتياطات العراق من الدولار الموجودة في الولايات المتحدة، وانعكاسات ذلك على وضع العملة في إيران، وقالت إنه منذ اتخاذ العراق هذه الخطوة والذي يعد الشريك التجاري الثاني لإيران أصبح الالتفاف على العقوبات بالنسبة لطهران أمرا صعبا ومستعصيا.
من جانب آخر ذكرت التقارير الصحفية في ايران، أنه وبعد أيام متتالية من الارتفاع في سعر الدولار الأميركي على حساب التومان الإيراني، تدخلت السلطات الإيرانية بضخ ملايين الدولارات في السوق لوقف نزيف الاقتصاد الإيراني والانهيار غير المسبوق في العملة الإيرانية.
ويرى مراقبون وخبراء في الاقتصاد أن سياسات الحكومة لن تفلح في خلق حالة من الاستقرار في سوق العملات، وأن نتائج أي إجراء في هذا الخصوص ستكون مؤقتة، فسرعان ما يعاود الدولار الصعود والارتفاع والذي سينعكس على كافة المجالات في الحياة الاقتصادية لإيران.
وأشارت كثير من الصحف، مثل “آرمان امروز”، و”اترك”، وغيرهما، إلى الانعكاسات السلبية لهذه الفوضى الاقتصادية وعدم استقرار سوق العملات. وعنونت بـ”حرب الدولار ضد نفسيات المواطنين”.
وذكرت صحيفة “عصر إيرانيان” الأصولية أن أزمة الدولار هي “اللعب بأعصاب الناس”، فيما دعت “سياست روز”، وهي أصولية كذلك، دعت الحكومة إلى التدخل الفوري في الأزمة، وكتبت: “يا رئيس الجمهورية، افعل شيئا”.
من جانبه قال رئيس الجمهورية حسبما نقلته صحيفة “آرمان ملي” إن: “إيران تتعرض لحرب هجينة على مختلف الجبهات، والعدو يعمل على تشويش الرأي العام، فبعد فشل مشروع الاحتجاجات توجه الآن إلى العملات عبر خلق الاضطرابات فيها”.
وتحدث الخبير الاقتصادي آلبرت بغزيان، في مقابلة مع صحيفة “ستاره صبح”، عن الانعكاسات السلبية لانهيار العملة الإيرانية على الحياة المعيشية للإيرانيين، مؤكدا أن جذور هذه المشكلة في الحياة الاقتصادية هذه الأيام هي سياسية بحتة وحمل أخطاء السياسة الخارجية مسؤولية ما تمر به البلاد.
وفي ذات السياق قالت صحيفة “جوان” المقربة من الحرس الثوري، في إشارة إلى الفوضى في سوق العملات الصعبة، إنه عندما نشاهد أن المواطنين يشترون الدولار مهما كان الثمن للحفاظ على مدخراتهم النقدية فهذا يعني أن ثقتهم في الأسواق الحرة أكثر من ثقتهم في الحكومة.
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات المسؤولين وإجراءات كافة الوزارات المعنية في هذا الموضوع غير مقبولة على الإطلاق وإذا قبلنا أن “الأعداء” أو “الأصدقاء الجهلة” هم المسؤولون عن تراجع قيمة العملة الإيرانية فإن الحكومة هي المسؤولة عن السيطرة على سوق العملات.