الرئيس اللبناني: لم يساعدني أحد “كلن يعني كلن”
أكّد الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، أنّ فكرة السلام مع إسرائيل غير واردة بتاتاً، ويأتي ذلك بعد يوم من توقيع لبنان اتفاق الترسيم البحري مع إسرائيل.
وفي دردشة مع الإعلاميين، قال الرئيس اللبناني إنّ “فكرة السلام مع إسرائيل غير واردة وليست هناك أيّ اتفاقات سرية “ونحنا مش رح نعملها بهالآخرة”، متابعاً أنّ “من سيعمد في هذا التفاهم إلى ايذاء الآخر سيؤذي نفسه حكماً”.
وقبل 3 أيام من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وقّع لبنان اتفاق الترسيم البحري مع اسرائيل في مقرّ “اليونيفيل” في الناقورة بعد ظهر اليوم، بحضور الوسيط الأمريكي آموس هوكستين. وستسلّم الرسالة الموقّعة إلى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، ليتم وضعها في نشرة قانون البحار وفي الموقع الالكتروني لشؤون المحيط وقانون البحر
وعن الترسيم مع سوريا، أشار عون إلى أنّ موعد زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق “تأجّل لأسباب ربما لا نعرفها”، إلاّ أنه استدرك قائلاً: “لكن أعتقد أنّ الجانب السوري غير جاهز بعد والمفاوضات حتى مع الأصدقاء صعبة”، مضيفاً: “لو لم يكن الاتصال مع الرئيس بشار الأسد إيجابياً لما طلبنا موعداً لإرسال الوفد”.
وفي حديثه عن ملف تشكيل الحكومة، لفت عون، إلى أنّ “سياسة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي التي اتّبعها تدلّ على أنه لم يكن يريد التأليف”. ووفق قول الرئيس عون، “من أخطائي أنني لم أدخل بصفقات وسمسرات” في هذا الملف.
على الإثر، أكّد عون وقوفه “بوجه عدم اعتماد معايير موحّدة لتشكيل الحكومة ولا نصّ قانونياً يمنع قبول الاستقالة”.
يُذكر أنّ حكومة “معاً للانقاذ” برئاسة نجيب ميقاتي، دخلت مرحلة تصريف الأعمال في 22 أيار/مايو من العام الجاري، مع بدء ولاية مجلس النواب الجديد وذلك عملاً بأحكام المادّة 69 من الدستور اللبناني. ولاتزال محاولات تشكيل الحكومة الجديدة مستمرّة حتّى اليوم، إلاّ أنّ الخلافات على بعض الحقائب الوزارية تبطئ آمال التأليف، ما قد يُبقي البلد في مرحلة تصريف أعمال ترتب تبعات قاسية نسبةً إلى الصلاحيات المحدودة والضيقة التي يمنحها إيّاها القانون والتي تنحصر في إطار تسيير المرافق العامة.
وفيما يتعلّق بمسيرته منذ تولّيه الرئاسة عام 2016، قال عون: “لم أقبل بأيّ دولة وصاية ولم أقبل برشاوى من أيّ دولة مثل كثر من المسؤولين”.
أضاف: “واجهت إعلاماً عدائياً وكوارث كبيرة مؤذية حصلت في عهدي من مالية وصحية وطبيعية ولم يساعدني أحد من المسؤولين في محاربة الفساد “كلن يعني كلن”.
واستشهد الرئيس اللبناني في حديثه، بقول للإمام علي: “الحق لم يترك لي صاحباً”.
يُشار إلى أنّ البرلمان اللبناني فشل في انتخاب رئيس للجمهورية في أربع جلسات متتالية، ولم يتبق على انتهاء ولاية ميشال عون سوى ثلاثة أيام فقط، ما يزيد من احتمالات دخول البلاد في شغور في وقت يرزح فيه لبنان تحت أزمات اقتصادية ومعيشية.