سياسية

غيث السماء يروي عطش العراق وتركيا تستغل ملف المياه لتحقيق غاياتها

غيث السماء كان حاضراً لانعاش انهار واهوار العراق وارواء المحاصيل الزراعية رية الفطام الربيعية، في الوقت الذي تستغل فيه تركيا حاجة العراق من المياه من اجل المساومة على هذا الملف بهدف تحقيق مصالحها، على الرغم من تحركات الحكومة ووقوف المجتمع الدولي الى جانب العراق الا ان الاجراءات مازالت دون مستوى الطموح، حيث مازال صنبور المياه بيد اردوغان الذي قد يواجه هجمة دولية غير مسبوقة بسبب اجراءاته واستغلاله لملف المياه مع العراق.

 واكد عضو لجنة الزراعة والمياه ثائر الجبوري  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “الامطار قد جاءت في وقتها الملائم لري المحاصيل الزراعية للموسم الحالي، لكنها لايمكن ان تقضي على ازمة المياه التي يعيشها العراق والتي تتطلب تحرك فعلي من الجهات المعنية لضمان الحصة المائية”، مضيفا ان ملف المياه قدمت فيه الكثير من المذكرات من اجل تشكيل المجلس الاعلى لادارة المياه ليتولى الامور الفنية لهذا الامر بعيدا عن المحاصصة في تشكيلته واعضائه من اجل التفاوض مع الدول المتشاطئة مع العراق”. 

وقالت عضو مجلس النواب زهرة البجاري  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إنه “الجهات المعنية ينبغي ان تسعى لأبرام المعاهدات الدولية التي ستضمن حصص العراق المائية بحسب القانون دون قطعها من فترة الى اخرى، فضلا عن ان وزارة الموارد المائية يحتم عليها الذهاب بوفد رفيع المستوى من اجل تفعيل الاتفاقية الدولية بشأن حصص العراق المائية من تركيا”.

من جانب اخر، بين المتحدث الرسمي باسم وزارة المواد المائية خالد شمال  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “العراق يعتمد على نهري دجلة والفرات بنسبة 70% من مجموع المياه”، مبينا ان “سبب عدم التزام تركيا في إطلاق حصص العراقي المائية يعود لعدم وجود اتفاقية او قانون ينظم حصول العراق على حصصه المائية”.

من جهة اخرى، اتهم النائب السابق جاسم البياتي  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” تركيا بمواصلة اتباع سياسة المساومة مع الجانب العراقي بشأن ملف المياه، لافتا الى ان “تركيا لديها عدد من المطالب من الحكومة العراقية لحل ازمة الاطلاقات المائية بينها ما يخص ملف حزب العمال الكردستاني وغيرها ما يخص دعمها اقتصاديا في ظل الازمة التي تتعرض لها خلال الفترة الحالية، حيث ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختار التوقيت المناسب للموافقة على زيادة الاطلاقات المائية باتجاه نهر دجلة كون هذا التوقيت تحديدا يشهد وفرة مائية وتخوف من حدوث الفيضانات”. 

 

وعلى صعيد متصل، اكد القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “تركيا تحتجز اكثر من 600 مليار م3 من المياه من خلال اكثر من 500 سد اغلبها على روافد نهري دجلة والفرات ما ادى الى تقلص الامدادات المائية صوب العراق بنسبة تصل الى 70% خلال عقدين فقط، اضافة الى ان انقرة استغلت ظروف العراق الصعبة بعد 2003 في زيادة وتيرة بناء السدود بنسبة 50% دون  ضمان حقوق ببغداد التاريخية في مياه نهري دجلة والفرات على نحو يهدد بكارثة بيئية خطيرة تهدد محافظات كاملة، موضحا ان حجم التبادل التجاري بين انقرة وبغداد تصل الى 21 مليار دولار سنويا وهذا ورقة مهمة يجب ان تستثمر من قبل حكومة السوداني من اجل تامين حصص مائية عادلة وبخلافه يجب اعادة النظر في البوصلة الاقتصادية واستغلال الوفرة المالية في خلق بدائل تضمن عدم حدوث كارثة داخل البلاد”.

زر الذهاب إلى الأعلى