واقعة أصبحت حديث الشارع الجزائري
في واقعة تحدث عنها الشارع الجزائري، عاد رجل أربعيني من ولاية سوق أهراس إلى أهله بعد أن ظل مفقودا وتائها 27 عاما، حيث عثرت عليه عائلته بعد نشر صوره وقصته على موقع “فيسبوك”.
وهذا الشخص الأربعيني الذي لا يعرف عن اسمه سوى (عياش الشاوي)، تبين فيما بعد أنه من ولاية سوق أهراس، حيث ظل مفقودا تائها ومحل بحث من قبل أهله منذ سنة 1995 ليتم العثور عليه بعد 27 سنة كاملة قضاها عياش بين أحضان محسنين وعائلات محسنة كريمة من مدينة سيدي خالد بولاية أولاد جلال.
وأفادت صحيفة “الشروق” بأن عياش تم تسليمه إلى أهله مع نهاية الأسبوع، بعد أن قدم أفراد من عائلته إلى مدينة سيدي خالد وتعرفوا عليه بعد نشر صوره وقصته منذ أيام قليلة عبر بعض الصفحات في منصات التواصل الاجتماعي.
وقصة (عياش الشاوي) كانت بدايتها حوالي سنة 1995، بعد ما قدم مدينة سيدي خالد في ظروف مجهولة على متن حافلة لنقل المسافرين، كان عياش حينها وحسب من التقى به لا يجيد العربية لا نطقا ولا فهما، وله صعوبة حتى في النطق، ومن لهجته تبين لمن تواصل معه حينها أنه من منطقة الشاوية، لذلك أطلق عليه اسم (عياش الشاوي)، ومنذ ذلك الحين وهو يتنقل بين الشوارع والأحياء، وفي كل مرة يلقى من العائلات المحسنة كل المساعدة والرعاية، فيمكث عند هذه العائلة مدة ليتنقل إلى أخرى وهكذا، حتى نهاية الأسبوع الماضي، بادرت إحدى صفحات التواصل الاجتماعي بنشر قصته وصورته، وطلبت المساعدة قصد التعرف عليه وعلى عائلته فيتم التواصل معها لإعادته إلى أحضانها.
وقالت “الشروق”: بعد أن ابتلاه الله بضعف شديد في البصر بالآونة الأخيرة، وفقدانه الرؤية بشكل شبه كلي وبعد أن ظل يحظى بالرعاية من طرف عديد العائلات التي استضافته، آخرها عائلة من سيدي خالد استضافته منذ 2005 إلى غاية الأسبوع المنقضي، وبعد تدهور الوضعية الصحية لعياش، أصبح من الصعب التكفل به، مما جعل القائمين عليه من تلك العائلة يلجأون إلى البحث عن عائلته، مستعينين بوسائل التواصل.
وبعد حوالي يومين فقط بدأت بوادر الفرج تأتي تدريجيا حيث تلقى أصحاب الصفحة المذكورة تواصلا من ابن عم عياش، مؤكدا أن الصورة والقصة في المنشور قد تكون لابن عمه المفقود منذ سنوات طويلة، ليتم تنقل هذا المتصل وبعض من أفراد عائلته إلى مدينة سيدي خالد مع نهاية الأسبوع، أين كان اللقاء، ثم التعرف على عياش ولو بصعوبة من خلال تشابه في الملامح وبعض الذكريات التي لا زالت عالقة وتأبى النسيان بالنسبة لأقارب عياش، في حين ظل عياش لا يذكر شيئا عن ماضيه ولا حتى حاضره.
وفي أجواء عائلية حضرها الكثير من المواطنين والمسؤولين تم تسليم عياش إلى أهله ليفرحوا بعد سنوات طويلة اعتقدوا في لحظة من لحظاتها أنه اختفى كليا ولن يعود أبدا.