بسبب الحرب.. المتحولون الأوكران في مأزق
أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التعبئة العامة فور بدء العملية العسكرية الروسية، ليجبر الرجال المتراوحة أعمارهم بين 18 و60 عاما على عدم مغادرة البلاد والمشاركة في الحرب.
في هذه الحالة، سعت النساء المتحولات جنسيا إلى الفرار من البلاد، خوفا على حياتهن لأن وزن رهاب المتحولين جنسيا ثقيل جدا في أوكرانيا، فبحسب تقرير “ILGA”، الرابطة الدولية للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والخناثى، لعام 2020، يتعرض الأشخاص الترانس (المتحولون جنسيا) أحيانا للاضطهاد من قبل الشرطة، على أساس قوانين مكافحة المخدرات، لتلقيهم العلاج بالهرمونات، حيث يكون لليمين المتطرف تأثير سياسي مزعج.
وفي مثل هذا السياق من رهاب المتحولين جنسيا، فإن اندلاع نزاع مسلح مقلق للغاية للنساء المتحولات اللواتي يخشين الهجمات المسلحة. لذلك حاول الكثيرون الفرار من البلاد لكنهم منعوا من ذلك، وأعيدوا عند الحدود لأن جوازات سفرهم تقول إن حالتهن المدنية ذكور.
وإجراءات تغيير الحالة المدنية معقدة للغاية في أوكرانيا، وتتضمن تقييمات نفسية قبل العملية الإدارية. نتيجة لذلك، يتعين على العديد من النساء المتحولات الاستمرار في العيش بأوراق هوية ذكورية، وتعريضهن للتمييز في الأوقات العادية، وتعريض حياتهن للخطر بشكل أكبر في أوقات الحرب.
وتأتي حالات التمييز ضد المتحولين جنسيا على رأس التمييز العنصري على الحدود الأوكرانية. وعلت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي أصوات الأشخاص المثليين وخاصة المتحولين جنسيا، الذين يعيشون في خوف ويشعرون بالعزلة الشديدة داخل أوكرانيا.
ويقول الكثيرون إنهم “عالقون تماما” في بلادهم و”خائفون على حياتهم”. واعترفت امرأتان أوكرانيتان متحولات جنسيا قابلتهما مجلة “Vice”، أنهما لا يمكنهما مغادرة البلاد لأن أوراق هويتهما مكتوبة “بأسمائهما الذكورية القديمة” وتشير إلى أنهما “رجال”.
وتقول تقول زي فاميلو، وهي امرأة متحولة جنسيا تبلغ من العمر 31 عاما من كييف للمجلة: “يشعر المتحولون جنسيا بأنهم منسيون ومهملون ومهملون. نحن غير مرئيين”.
وتشير المرأة إلى أن المتحولين جنسيا تعرضوا للتهديد من قبل أفراد مسلحين منذ بداية الحرب. ويخشى آخرون أيضا من الهجمات المعادية للمتحولين إذا تمكنوا من مغادرة أوكرانيا.
كذلك، قال ناشط من مجتمع “LGBT” يساعد الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في أوكرانيا لمجلة “Vice”: “من المعقد جدا أن تكون شخصا متحولا جنسيا في أوكرانيا اليوم، لدرجة أن منظمات حقوق الإنسان تنصحهم “بفقد أوراق هويتهم” لمغادرة البلاد. وأوصي الناشط المتحولين بإخفاء أوراقهم الرسمية “في زجاجة ماء أو في حذاء”، وقال: “كان لدينا أشخاص متحولين جنسيا تم رفضهم عند حدود معينة، لكن كل الأشخاص الذين دعمناهم قد خرجوا في النهاية”.