“بلومبيرغ” تحذر من مخاطر تهديد جديد يحدق بالطيران المدني
حذرت وكالة “بلومبيرغ” من خطورة تهديد جديد يحدق بالطيران المدني الذي ما زال في بداية تعافيه من تبعات قيود جائحة كورونا، ألا وهو تدني مستوى مهارة الطيارين الذين صاروا يخطئون أكثر.
وأشارت الوكالة في مقالة نشرتها اليوم الاثنين إلى أن سبب ذلك يعود إلى أن الطيارين يعودون إلى وظائفهم المهنية بعد انقطاع دام أشهر كاملة، فيما لا تتسرع شركات الطيران لمساعدتهم على استعادة مهاراتهم.
واستعرضت المقالة أمثلة عدة للأخطاء التي يرتكبها الطيارون، منها إهمال طيار إحدى الشركات الأمريكية في تشغيل أحد محركي طائرته لدى الإقلاع، الأمر الذي كاد أن يقود إلى كارثة جوية لولا اتخاذه قرارا بوقف الرحلة. كما تحدثت الوكالة عن طيار أمريكي تذكر أن قوائم عجلات طائرته لم يقم بعد بإنزالها، وكانت الطائرة أصبحت على مسافة 240 مترا فقط من المدرج. واستطاع الطيار أن يذهب بطائرته إلى دورة ثانية في اللحظة الأخيرة، من أجل معاودة عملية الهبوط.
ونقلت “بلومبيرغ”، عن شركة Oliver Wyman الاستشارية رأيها أن حوالي 100 ألف طيار عبر العالم لم يشتغلوا سوى ساعات قليلة جدا بسبب قيود كورونا، بل وتبين أن كثيرين منهم لم يصعدوا كابينة الطائرة منذ أكثر من 18 شهرا، مما أفقدهم الممارسة اللازمة لمهاراتهم المهنية.
وأكد أوفي هارتر، طيار شركة “لوفتهانزا” ونائب الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لرابطات طياري الخطوط الجوية (IFALPA) أن الوضع بالغ الخطورة. وذكر المسؤول (الذي لا يشتغل كطيار منذ فبراير 2020) أن هناك شركات قليلة نسبيا تقدم لطياريها دورات لإعادة التأهيل على المستوى المطلوب، أما بقية الشركات فلا تقدم سوى “الحد الأدنى” من المطلوب أو لا تساعد طياريها أصلا.
ووفقا لـ “بلومبيرغ” فيكمن أحد أسباب ذلك الوضع في أن الشركات التي تجهد – في ظروف استئناف الرحلات – لتعويض خسائرها الهائلة الناجمة عن قيود الجائحة بأكبر قدر ممكن، لا تريد تحمل عبء تكاليف خفض المخاطر المتعلقة بعودة الطيارين إلى العمل بعد انقطاع مطول.
ويرى أوفي هارتر أن الطريق الوحيد إلى إصلاح هذا الوضع هو رفع معايير عملية إعادة تأهيل الطيارين، على أن تقدم الشركات الجوية وأجهزة الرقابة لهم كل ما يحتاجون إليه من أجل استعادة مهاراتهم المهنية.