ماكرون: هجرة الأفغان في 2021 لا تقارن مع هجرة السوريين في 2015
وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع قناتي “تي اف 1″ و”ال سي إي”: “لا أظن أن الوضع الذي سنشهده يقارن بما حصل في 2015، لأن أفغانستان ليست سوريا، ولأنه سبق أن حصلت تحركات كبيرة” لمهاجرين أفغان على مر السنين.
وأضاف “المؤكد هو أن عدداً أكبر سيحاول الوصول إلى أوروبا، ما يشكل ضغطا على قدرتنا على الاستقبال” في إشارة إلى تدفقات الهجرة غير القانونية.
وجدد تأكيد أن فرنسا ستستقبل الأفغان المهددين من طالبان، وقال: “هذا غير مشروط، علينا أن نفعله، وقد فعلناه دائماً”.
وفي 2015، عرفت أوروبا موجة هجرة كبيرة جداً نجمت عن الحرب في سوريا ما أثار امتعاضاً في أوروبا، وفاقم الأزمة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حول تقاسم هذا العبء.
أما على صعيد الأفغان الذين تريد فرنسا حمايتهم بعد تعاونهم مع باريس في الماضي، أو التزامهم بقضايا حقوق الإنسان، فقال ماكرون: “ثمة آلاف عدة من النساء والرجال الذين يحتاجون إلى حماية”.
وأضاف “بذلنا قصارى جهدنا، سنبني مع شركائنا من خلال التفاوض مع طالبان، وهو أمر يفرض نفسه الآن، للسماح لهم بمغادرة كابول وأفغانستان والحصول على الحماية” في وقت أوقفت فرنسا جسرها الجوي الجمعة، فيما توشك الولايات المتحدة على إيقافه.
والهجرة غير القانونية مسألة حساسة في أوروبا ولا سيما في فرنسا قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية.
وشدد الرئيس على أن الضغط المتوقع “يفترض أن تكون أوروبا منظمة بشكل أفضل”.
وانتقد اليسار الفرنسي ماكرون لأنه تحدث عن تدفق مهاجرين بطريقة غير قانونية من أفغانستان بعيد سقوط كابول، في حين اتهمه اليمين بالسذاجة.
كما انتقد الرئيس الفرنسي ضمنياً الولايات المتحدة التي تستعين بدول أخرى لا سيما في البلقان لاستقبال الأفغان الذين أجلتهم، ما يسهل فعلياً قدومهم المحتمل إلى أوروبا، وليس إلى الولايات المتحدة.
وقال إن البعض “يصل إلى دول البلقان، في بعض الأحيان بناء على طلب قوى أخرى. يجب أن نكون متطلبين جداً في هذا الصدد. أوروبا ستأخذ نصيبها، ولكن لا يمكنها أن تأخذ نصيب الجميع”.
ودعا ماكرون الأمم المتحدة إلى مساعدة الدول المجاورة لأفغانستان حيث يوجد أكبر عدد من اللاجئين.
وقال: “في باكستان وإيران، هناك ملايين اللاجئين. ما يجب أن نفعله هو أن نضع أنفسنا في وضع يمكننا من مساعدة هذه الدول على تحقيق استقرار هؤلاء، في إطار الأمم المتحدة”.
ورداً على سؤال حول خطر إرهابي متزايد بعد سيطرة طالبان على الحكم والتي سبق أن آوت إرهابيين، شدد ماكرون على أنه “يجب أن نبقى حذرين”.
وأكد أيضاً رفض “الخلط” بين الخطر الإرهابي والهجرة.
وقال: “في السنوات الأخيرة أتت الاعتداءات عموماً في فرنسا من أفراد معزولين تأثروا بمضامين خارجية، وليس من مؤامرات تحاك من الخارج”.
وأضاف “عززنا وسائلنا ونعمل مع شركائنا ومع الدول التي يضربها الإرهاب” مثل العراق.