“محاولة انقلاب” في النيجر قبل تنصيب الرئيس الجديد
وأفاد سكان في العاصمة أنهم سمعوا اطلاق نار قرب مقر الرئاسة ليلاً قبل يومين فقط من حفل تنصيب الرئيس محمد بازوم ليتولى السلطة في البلاد.
وقال المصدر الأمني رافضاً الكشف عن اسمه “حصلت اعتقالات في صفوف عدد قليل من عناصر الجيش كانوا وراء محاولة الانقلاب”.
وأضاف “لم تتمكن هذه المجموعة من الاقتراب من القصر الرئاسي بعد أن ردّ الحرس الرئاسي”، وأكد أن الوضع بات “تحت السيطرة”.
وروى أحد سكان حي بلاتو في عاصمة النيجر حيث يوجد مقر الرئاسة ومكاتبها أنه “حوالى الساعة 3,00 (02,00 ت غ) سمعنا إطلاق نار بالاسلحة الثقيلة والخفيفة واستمر 15 دقيقة قبل أن يتوقف ثم تبعه إطلاق نار بالاسلحة الخفيفة توقف لاحقاً”. وقال شاهد آخر إن “النيران استمرت حوالى 20 دقيقة”.
وقال شاهد ثالث إن “النيران كانت كثيفة، وكان هناك أسلحة ثقيلة وخفيفة”.
وأكد مصدر مقرب من بازوم لوكالة فرانس برس حصول ما وصفه “بمحاولة انقلاب محدودة سرعان ما سيطرت عليها قوات الأمن”.
وطوقت قوات الأمن الحي الرئاسي لكن في بقية أنحاء المدينة كان الوضع طبيعياً الأربعاء والناس يتابعون أعمالهم المعتادة كما وكأن شيئاً لم يحصل بحسب صحافيين محليين.
وقررت السفارة الأمريكية تعليق “خدماتها القنصلية حتى إشعار آخر” و”شجعت” موظفيها على البقاء في منازلهم فيما دعت السفارة الفرنسية رعاياها إلى “البقاء في منازلهم”.
بحسب صحيفة “اكتونيغر” الالكترونية فإن “إطلاق نار بالاسلحة الثقيلة سمع حوالى الساعة الثالثة فجراً قرب الرئاسة والأحياء الأخرى في وسط المدينة لكن الهدوء عاد حوالى الساعة الرابعة صباحاً”.
وسرعان ما انتشرت تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي سمع فيها إطلاق نار متقطع وسط الظلام. ولم يتسن التحقق من صحتها على الفور.
ويأتي ذلك قبل حفل تنصيب بازوم المرتقب الجمعة، في أول انتقال للسلطة إلى رئيس منتخب في البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.
وكان بازوم يشغل منصب وزير الداخلية وكان مساعداً مقرباً للرئيس المنتهية ولايته محمد يوسوف الذي يتنحى طوعاً بعدما شغل ولايتين كل منهما لخمس سنوات.
وثبتت المحكمة الدستورية في وقت سابق هذا الشهر فوز بازوم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2 فبراير (شباط).
لكن منافسه الرئيس السابق محمد عثمان طعن في النتائج وأعلن فوزه داعياً إلى “احتجاجات سلمية” في أنحاء البلاد.
وفي العاصمة نيامي، حظرت السلطات المسيرة التي كان يرتقب أن تنظمها المعارضة الأربعاء.
والنيجر هي أفقر دولة في العالم بحسب مؤشر التنمية البشرية لدى الأمم المتحدة.
وتاريخ النيجر، الدولة الواقعة في منطقة الساحل، مليء بالانقلابات العسكرية. وكان آخرها ذاك الذي أطاح بالرئيس ممادو تانجا في فبراير (شباط) 2010.
وسيواجه الرئيس الجديد على الفور التحدي الهائل المتمثل بهجمات الجهاديين التي تشنها مجموعات تابعة للقاعدة وتنظيم داعش.
وشهدت منطقة الساحل في الآونة الأخيرة هجمات جهادية ضد مدنيين فيما وسعت حركات إسلامية نطاق تحركها من مالي ونيجيريا المجاورتين.
وكان آخر هذه الهجمات ذلك الذي وقع في 21 مارس (آذار) في منطقة تاهوا القريبة من الحدود مع مالي وأسفر عن 141 قتيلاً خلال ساعات في ثلاث قرى للطوارق ومخيمات تحيط بها.
وفي مقابلة مع ار اف اي وفرانس 24 هذا الاسبوع استبعد بازوم أي حوار مع الجهاديين معتبراً أن الوضع في بلاده يختلف عن وضع مالي.
كما وصف قوة برخان الفرنسية لمكافحة الجهاديين في منطقة الساحل بأنها “فشل نسبي” معتبراً أن انسحاباً جزئياً لهذه القوة لن يترك “أثراً كبيراً” على الأرض بشرط أن يستمر الدعم الجوي.