بعد تهديد أميركي.. ظريف يحذر من أي مغامرة عسكرية
تتوالى التحذيرات المتبادلة من التصعيد، بين واشنطن وطهران، بعد تعرض السفارة الأميركية في بغداد لهجمات صاروخية قبل أيام، وقد اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف تلك الهجمات، وهو ما تنفيه طهران.
فقد وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبلاده بالمتهورة والخطرة، وقال إنه (ترامب) سيتحمل مسؤولية أي أخطاء غير محسوبة.
وأضاف ظريف أن أي مغامرة عسكرية لترامب في المنطقة ستجر تداعيات واسعة، وتكلف الولايات المتحدة الكثير، وفق تعبيره.
وأمس الخميس اتهم ظريف على تويتر ترامب “بتعريض مواطنيه للخطر بالخارج” في محاولة تحويل “الانتباه عن الإخفاقات الكارثية” في مواجهة وباء كورونا في الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق أيضا، قال أمير حسين قاضي زاده هاشمي، النائب الأول لرئيس البرلمان الإيراني، إن بلاده ليست قلقة من دخول الغواصة النووية الأميركية مياه الخليج، مشيرا إلى أن القوات الإيرانية قادرة على اصطياد الغواصة النووية الأميركية “يو إس إس جورجيا” (USS Georgia) بشبكة صيد.
الإندبندنت تكشف عن “تنسيق” بين طهران وواشنطن قبل القصف الايراني
وأضاف هاشمي أنها ليست المرة الأولى، التي تحدث فيها تحركات كهذه، ولم يحدث أن كان الخليج خاليا من الوجود الأجنبي، فقد أقامت بريطانيا والولايات المتحدة قواعد في الخليج، وأينما وجدت هاتان الدولتان، فهذا يعني أن إسرائيل تسللت.
وقال أيضا إن هذه القواعد باسم بريطانيا والولايات المتحدة، لكنها رسميا بيد إسرائيل، مشيرا إلى أن بلاده لا تعترف بها، بل هي جزء من هوية الولايات المتحدة غرب آسيا، لذا فهذا غير جديد ولا جدي بالنسبة لإيران.
وأكد هاشمي أن أيدي إيران “ممتلئة” موضحا “كما تمكنا من إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة العام الماضي، يمكننا في أعماق الخليج بسهولة اصطياد الحيتان الأميركية بشبكة صيد، لذلك لن نقلق كثيرا بشأن ذلك”.
وتابع نائب رئيس البرلمان الإيراني أنها سواء كانت غواصة نووية أم لا، فهذا مصدر قلق للدول العربية بالخليج، والتي تعتمد على تحلية المياه من الخليج وبحر عُمان، وفي حال وقوع انفجار نووي في تلك المنطقة، فسيؤدي ذلك إلى تلوث المياه بمواد مشعة، وسيتم تدمير محطات تحلية المياه بالدول العربية في الخليج، وستكون ظروف تلك الدول معقدة، وفق تعبيره.
وأضاف “أي شيء يدخل هذه المنطقة سواء كان غواصة أو حاملة طائرات، سيكون في متناول أيدينا، لن يكون هدفا نضربه بالتأكيد، لكننا سنأخذه، وسيصبح ملكا لنا”.
تهديد أميركي
وكان الرئيس الأميركي المنصرف قد قال، الأربعاء، إنه سيحمّل “إيران المسؤولية” في حال شن هجوم يتسبب بمقتل أميركيين في العراق، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد.
من جانبه حذر مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، إيران، من استهداف الأميركيين بالشرق الأوسط، وشدد في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” (Fox News) أن إيران ستتحمل مسؤولية مقتل أي أميركي في المنطقة.
وقد تعرضت السفارة الأميركية في بغداد، الأحد الماضي، لهجمات صاروخية أطلقتها جماعات يعتقد أنها مرتبطة بإيران، بدون أن تحدث خسائر في الأرواح.
نفي إيراني
لكن مصادر عراقية أعلنت أن قائد فيلق القدس الإيراني، اللواء إسماعيل قآني، زار العراق قبل 3 أيام لإيضاح موقف بلاده من الهجوم على السفارة الأميركية.
وقالت تلك المصادر إن قآني أبلغ المسؤولين العراقيين أن إيران غير مسؤولة عن الهجمات على المصالح الأميركية، موضحا أن بلده لن تنجر لعمل عسكري تحدد واشنطن وقته ومكانه.
وكان موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري كشف، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعتزم إغلاق سفارتها في بغداد، عقب سلسلة هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء من جماعات مسلحة يقال إنها مدعومة من إيران.
لكن مسؤولا بالخارجية الأميركية أكد أن السفير في العراق ما يزال موجودا، وأن سفارة بلاده في بغداد تواصل عملها بشكل طبيعي.
ورفض هذا المسؤول التعليق على سؤال للجزيرة بشأن التدابير الأمنية، أو المداولات الداخلية الجارية في واشنطن، بشأن القصف الذي تعرضت له السفارة الأميركية في العاصمة العراقية.
وقال، في رد على استفسار للجزيرة، إن ضمان سلامة موظفي الحكومة والمواطنين الأميركيين، فضلا عن أمن المنشآت الأميركية، يبقى في مقدمة الأولويات.