بايدن يتعهد بتوحيد البلاد بعد الفوز وترامب يلجأ للقضاء
ولم يصل بايدن إلى حد إعلان فوزه لكنه أطلق موقعاً إلكترونياً للتحول إلى بيت أبيض يقوده الديمقراطيون أطلق عليه فريقه اسم “بيلدباك بتر” أي إعادة بناء للأفضل، وقال الموقع: “إدارة بايدن-هاريس جاهزة للعمل من اليوم الأول”.
وفي حين أمضى ترامب جزءاً من يوم أمس الأربعاء في بث شكواه على تويتر، تعهد بايدن بتوحيد البلاد إذا فاز في الانتخابات، وقال بايدن الذي ظهر أمس مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس في ولايته ديلاوير: “ما يجمعنا الأمريكيين أقوى بكثير من أي شيء يمكن أن يفرقنا”.
وحتى اللحظة، ودون احتساب ويسكونسن التي طالب ترامب بإعادة فرز أصواتها، يقول مركز إديسون للأبحاث إن بايدن متقدم على ترامب في أصوات المجمع الانتخابي بحصوله على 243 مقابل 213.
وتوقعت شبكات التلفزيون فوز بايدن، نائب الرئيس السابق بولايتي الغرب الأوسط ويسكونسن وميشيغان، وهو ما مثل دفعة قوية لآماله في دخول البيت الأبيض في 20 يناير(كانون الثاني) المقبل.
وتقل الآن فرص ترامب، الذي فاز بالولايتين في 2016، في الحصول على ولاية ثانية من 4 أعوام وهو يأمل ألا يصبح أول رئيس أمريكي يخسر الرئاسة الثانية منذ جورج بوش الأب في 1992.
وسعى ترامب منذ فترة طويلة للتشكيك في مصداقية التصويت إذا خسر، وتحدث منذ الثلاثاء عن فوزه واتهم الديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات، وتعهد برفع دعاوى قضائية على بعض الولايات.
ويقول خبراء الانتخابات الأمريكية إن التزوير نادر للغاية، وجاهدت حملة ترامب للإبقاء على فرصه في الفوز فطالبت بإعادة فرز الأصوات في ويسكونسن، ورفعت دعاوي قضائية في ميشيغان، وبنسلفانيا لوقف فرز الأصوات، ووصفت جوسلين بنسون وزيرة خارجية ولاية ميشيغان الدعوى القضائية التي أقامتها حملة ترامب على الولاية بـ “تافهة”.
ورفعت حملة ترامب كذلك دعوى في جورجيا للمطالبة بفصل مقاطعة تشاثام التي تضم مدينة سافانا الأصوات التي وصلت متأخرة لمنع فرزها.
وطلبت الحملة كذلك من المحكمة العليا السماح لترامب بالانضمام إلى دعوى رفعها جمهوريون في بنسلفانيا بضد قبول الولاية الأصوات التي تأخر وصولها.
وفي مجملها تبدو مناورات ترامب القانونية بمثابة طعن في نتائج انتخابات لم تُحسم بعد يوم من توجه ملايين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع خلال جائحة فيروس كورونا التي قلبت الحياة اليومية رأساً على عقب.
وفي إطار سعي ترامب لوقف الفرز في الولايات التي يخشى خسارتها، انتقد الرئيس المؤسسات الإعلامية التي توقعت خسارته في أريزونا ونيفادا وهما ولايتان كان يتوقع الفوز فيهما، وكتب على تويتر عن قلقه من التصويت بالبريد.
وقال في تغريدة: “يجدون أصوات بايدن في كل مكان، في بنسلفانيا، وويسكونسن، وميشيغان، أمر سيء جداً لبلدنا”، وقال بايدن: “يجب احتساب كل صوت، لن ينتزع أحد ديمقراطيتنا منا، لا الآن ولا في أي وقت”.
وانتهى التصويت في موعده، لكن الانتهاء من فرز الأصوات يستغرق عادة أياماً في العديد من الولايات، في ظل الإقبال على الاقتراع عبر البريد، بسبب الوباء.
ولا تزال ولايات أخرى احتدمت فيها المنافسة مثل أريزونا، ونيفادا، وجورجيا، ونورث كارولاينا تفرز الأصوات، ما يعني أن نتيجة الانتخابات في البلاد لم تحسم بعد.
وعبّر أنصار كلا المرشحين عن غضبهم وإحباطهم وخوفهم في ظل تأخرحسم نتيجة الانتخابات، وفي ولاية بنسلفانيا، انخفض تقدم ترامب إلى حوالي 164 ألف صوت فيما عكف المسؤولون على فرز ملايين بطاقات الاقتراع التي وصلت عبر البريد، والتي يرى كثيرون أنها ستفيد بايدن على الأرجح.
ووصف بيل ستيبيان مدير حملة ترامب الرئيس بالفائز في بنسلفانيا، رغم أن مسؤولي الولاية لم ينتهوا من فرز الأصوات، وقال بايدن إنه يشعر “بارتياح كبير” على فرصه في بنسلفانيا.
وفي التصويت الشعبي في البلاد، حقق بايدن تقدماً مريحاً بحوالي 3.5 مليون صوت، وفاز ترامب في انتخابات 2016 على الديمقراطية هيلاري كلينتون بعد فوزه بولايات حاسمة رغم أنها حصلت على حوالي 3 ملايين صوت أكثر منه.
وإذا فاز بايدن سيواجه معركة عنيفة للحكم في ظل سيطرة الجمهوريين التي باتت شبه مؤكدة الآن على مجلس الشيوخ، ما يرجح تعطل الكثير من مشاريع القوانين على جدول الأعمال التشريعي الذي يشمل توسيع الرعاية الصحية، ومكافحة تغير المناخ.