محلي

تسع سنوات على فاجعة سيد الفاكهة.. أين اختفى رمان ديالى؟

يعد قضاء مدينة شهربان (المقدادية حاليا) من أكثر مدن العراق إنتاجا لمحاصيل الفاكهة خاصة محصول الرمان، حيث يحتوي القضاء على آلاف الدوانم الزراعية منه، وكان يجهز الأسواق المحلية بآلاف الأطنان سنويا بأجود أنواع الرمان، ويصدر الفائض منها إلى دول الجوار، إلا أن هذه المساحة تقلصت حوالي 90% وبالكاد تغطي استهلاك المحافظة، إذ أصبح من النادر وجود رمان ديالى في الأسواق العراقية.

اين اختفى سيد الفاكهة؟

في هذا الشأن، يقول رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى السابق حقي إسماعيل إن “رمان شهربان فقد 95% من حصته في الأسواق العراقية بعد أحداث حزيران 2014 (احتلال داعش لمناطق شاسعة من العراق) وبسبب حركة النزوح التي رافقت الاضطرابات الأمنية آنذاك ما أدى إلى جفاف عام للمزارع وهلاك قرابة 90% بشكل مباشر”.

ويضيف إسماعيل،  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أن “رمان شهربان والذي يمتد على شكل مزارع مترابطة في قاطع شمال المقدادية (40 كم شمال شرق بعقوبة) يعتبر حالة استثنائية على مستوى المحافظة برزت قبل قرن بعد نجاح زراعته من خلال أنواع باتت أشبه بالماركة الزراعية على مستوى العراق في ظل وجود رغبة لشرائه”.

الضربة القاضية لحقول الرمان

من جانبه يقول حسن الشمري مهندس زراعي ،  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أن “رمان شهربان ليس مجرد محصول بل ديناميكية اقتصادية لعدة مهن كانت تنعش دخل آلاف الأسر وقت الحصاد”.

ويؤكد الشمري، أن “الاضطرابات بعد 2014 كانت بمثابة الضربة القاضية للجزء الأكبر من مزارع الرمان في قاطع شمال المقدادية، والتي قادت إلى هلاكها ولم يتبقى سوى أقل من 10% وهي تعاني من أزمة الجفاف بالوقت الحالي”، فيما دعا إلى “ضرورة منح المزارعين قروض مالية تسهم في إعادة إحياء مزارع الرمان مرة أخرى لإحياء القطاع الزراعي الذي كان مزدهرا لعقود”.

الجفاف يقلص مساحة الزراعة

كشف وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب عبد الله في وقت سابق أن البلاد تمر بـ “أصعب مراحل الجفاف”، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تحجيم الزراعة في الموسم الحالي، مشددا على أن جهودا حثيثة واستثنائية تبذل لتأمين مياه الشرب وتلك المخصصة للاحتياجات المنزلية والصناعية والصحية والبيئية.

وبحسب اليونيسيف، تحتوي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على 11 دولة، من بينها العراق، من أصل 17 هي الأكثر تأثرا بأزمة شح المياه على مستوى العالم.

وكان البنك الدولي قد ذكر بأنه إذا لم يتخذ العراق إجراءات جدية لمواجهة ذلك الخطر بحلول 2050، و في حال ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة وانخفاض الأمطار بنسبة 10%، سيفقد هذا البلد البالغ عدد سكانه 42 مليون نسمة 20% من مياهه العذبة.

زر الذهاب إلى الأعلى