محلي

العراق في مرحلة الافلاس المائي.. والثورة الصناعية انهكت مناخ الكرة الارضية

أكد الخبير المائي والبيئي، تحسين الموسوي، وصول العراق إلى مرحلة الإفلاس المائي، مشيرا الى ان الثورة الصناعية انهكت مناخ الكرة الارضية.

وقال الموسوي  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أن “العراق يعتبر ضمن أكثر 5 دول عالمية وثالث أكثر دولة إقليمية تعاني من التطرف المناخي، ومن الآثار السلبية لذلك هو وصول البلاد إلى مرحلة الإفلاس المائي”.

وأضاف أن “عملية إنتاج النفط وما يرافقها من حرق للغاز هي السبب الرئيسي للتلوث البيئي، كما أن الغازات الملوثة الناتجة عن المولدات الأهلية وعوادم السيارات وعدم وجود مواقع طمر صحية للنفايات وعدم معالجة الصرف الصحي تزيد من مخاطر الكارثة”، مشيراً إلى أن “أكثر من 90% من أراضي العراق مهددة بالتصحر، وهذا الأمر يضع العراق أمام موجة عواصف غبارية تحمل معها أكثر من 40 نوعًا من البكتيريا، فضلاً عن انتشار مرض السرطان”.

وأكد أن “الجفاف تسبب في ارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة نتيجة لنفوق الحيوانات وتصحر الأراضي وانعدام التنوع البيولوجي في الأهوار”، منوهاً إلى “صعوبة إعادة هذه العوائل إلى مناطق سكناها بسبب فقدان الأراضي لخزينتها المائية، كما أن هذه الهجزة لها تأثيرات اجتماعية مدمرة مثل زيادة نسب البطالة والجريمة والأمية والطلاق”.

وأشار إلى أن “المشكلة الرئيسية التي يعاني منها العراق هي الخلل في بنية العملية السياسية منذ عام 2003، والتي أثرت على كل جوانب الحياة وأخضعتها لنظام المحاصصة والذي كان سببًا رئيسيًا في انتشار واستفحال الفساد في جميع مؤسسات الدولة”، موضحاً أن “هذه العوامل لعبت دورًا كبيرًا في عدم قدرة العراق على التعامل مع الأضرار والتلوث الذي تسبب فيه أراضيه ومياهه وأجوائه”.

وبيّن أن “العراق لم يفعل أي شيء مع الدول المتشاطئة لمعالجة أزمة الجفاف واقتصر الأمر على تشخيص المشكلة المعروفة للجميع”، منوهًا إلى أن “المشكلة عالمية والعالم منشغل بها ولا طريق لمعالجتها إلا من خلال التخلي عن الوقود الأحفوري، فقد أرهقت 70 عامًا الماضية من الثورة الصناعية كوكب الأرض ومناخه”.

ونوّه الموسوى إلى “عدم وجود جدية من قبل هذه الدول العالم في معالجة الموضوع والدليل على ذلك هو زيادة ارتفاع درجات الحرارة، وتغيير موقع سقوط الأمطار والسيول وقلة الأراضي الصالحة للزراعة وزيادة الأمراض والمجاعة، رغم كثرة المؤتمرات والتحذيرات الأممية من ملف التغير المناخي”، منتقدًا “الدول الكبرى لعدم إيفاءها بالتزاماتها اتجاه الدول النامية في هذا الموضوع”.

زر الذهاب إلى الأعلى