واشنطن تحرج بغداد.. الصيف “يحرق” العراق والكهرباء تخرج عن الخدمة
رفيقا العراق الدائم يعودان لأحضانه مجدداً، حر الصيف وانقطاع التيار الكهربائي مشكلة أصبحت “أزمة مستدامة” عمرها أكثر من 20 عاماً، تسبب معاناة ومخاطرها تجاوزت قضايا “الإرهاب”، وبقيت مستعصية بدون أي حلول.
فعلى الرغم من الخطوات الكبيرة التي أدتها حكومة محمد شياع السوداني، منذ تسلمها مراسيم الحكم بالعراق، الى الان؛ الا أنها وقعت بنفس المطب، فلم ينفعها التقدم نحو سيمنز ولم يقدم لها الربط الخليجي أي خدمة تذكر.
أسباب عديدة دفعت لتفاقم لـ”كارثة” الكهرباء في العراق، بعضها قد يكون محلياً، الا أن السبب الأساس الذي لا يختلف عليه اثنان هو الهيمنة الأمريكية على هذا القطاع، فهي مهما حاولت واشنطن سحب يدها الا أنها خيوط الأزمة ترتبط بها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
الاطار التنسيقي عاين المشكلة، وابدى موقفاً جديداً تجاه أزمة الكهرباء، حيث طالب الحكومة وعبر وزارة الخارجية، التحرك نحو الجانب الأمريكي وحمله على الاطلاق الفوري للمستحقات المالية المترتبة عن استيراد الغاز الإيراني.
ويذكر الاطار في بيان ان “البلاد تشهد أزمة باتت تثقل كاهل المواطن العراقي بسبب قلة التجهيز في ساعات الكهرباء في ظل الظروف المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة”.
ويدعو الإطار، الحكومة العراقية ومن خلال وزارة الخارجية الى “الاتصال بالجانب الأمريكي وحمله على الاطلاق الفوري للمستحقات المالية المترتبة عن استيراد الغاز الإيراني دون تأخير او مماطلة”.
ويشدد على ضرورة ” عدم استخدام هذا الملف سياسيا لتلافي انعكاساته السلبية على المواطن العراقي”.
بدوره، عضو مجلس النواب، حسين السعبري، حدد أسباب تفاقم أزمة الكهرباء في العراق، وفيما عد الأزمة الحالية “خيبة أمل كبيرة” للشعب العراقي، بين علاقة أمريكا بتفاقم المعاناة.
ويقول السعبري، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “أزمة الكهرباء وتراجع توفير الطاقة الكهربائية لمدة ساعتين أو اربع ساعات طيلة النهار، مع دخول فصل الصيف على العراق، تعتبر خيبة أمل كبيرة”.
ويضيف: “من المفترض أن تكون الحركة التي قامت بها الحكومة ولقاءاتها في المانيا بخصوص شركة سيمنز واتفاقها مع شركة جنرال الكتريك الأمريكية، أن تؤدي الى تحسين هذا القطاع؛ لكن حقيقة أننا لم نلمس أي تغيير أو عمل بالواقع الكهربائي”.
وبشأن الأسباب التي تقف وراء الأزمة، يبين السعبري، أن “الأزمة الكهرباء تقف خلفها عوامل عديدة، ليست محلية فقط، والتي تتمثل بوزارة الكهرباء والمحدد لها أموال كبيرة جداً لها بقانوني الأمن الغذائي والموازنة المالية”.
ويوضح عضو مجلس النواب، أن “السبب الأخر يتمحور حول الشركات الأجنبية ومشكلة أموال الغاز الإيراني والتي لم تصل لها؛ نتيجة الحصار الأمريكي الذي تفرضه على طهران، والذي يسبب بتفاقم الأزمة، ويعتبر السبب الثاني بتوقف الغاز ومحطات الكهرباء بالعراق”.
بدوره، اتهم القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي، امريكا بعرقلتها انهاء ازمة الكهرباء 3 مرات بعد 2003.
ويذكر عبد الهادي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “عوامل عدة تقف وراء ازمة الكهرباء في العراق والتي تبرز بشكل لافت في مواسم الصيف وتثير حفيظة الملايين بسبب ما تسببه من معاناة قاسية”.
ويلفت الى، ان “أمريكا عرقلت بشكل متعمد انهاء ازمة الكهرباء في العراق ثلاث مرات بعد 2003 ابرزها عندما ضغطت وهددت شركة سيمنز الألمانية في اعتماد خارطة طريق شاملة تؤدي الى خلق اكتفاء ذاتي من الطاقة مع دعم الصيانة بكل اشكالها”.
ويتابع القيادي بتحالف العامري، ان “ازمة الكهرباء بعض أسبابها تتعلق بالفساد لكن السبب الأهم هي تدخلات واشنطن في ادامة معاناة 40 مليون عراقي”.
منذ عامين والحديث حول الربط الكهربائي بالخليج يصدّع رأس العراقيين، وها هو يظهر أنه مجرد استعراض وأوهام بظل ارتفاع الحرارة، ومنع الأمريكي من تسديد المستحقات لإيران، فاستمرار العراق بالاعتماد على من هب ودب لا ينهي هذه الأزمة “المستعصية”.