دولي

أغلى رحلة هروب من السودان.. أسرة بريطانية تكشف تفاصيل درامية

ذكرت صحيفة “ديلي ميرور”، أن عائلة بريطانية هربت من السودان الذي مزقته الحرب، واضطرت إلى جمع مدخراتها البالغة 60 ألف دولار (47500 جنيه إسترليني) للوصول إلى بر الأمان، بعد أن تخلت عنها الحكومة البريطانية.

وبحسب الصحيفة، تمكنت الأسرة المكونة من 7 أفراد، بما في ذلك جدة تبلغ من العمر 88 عاماً ولدت في مدينة كينت وأحفادها الثلاثة الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، من الفرار من القتال في الخرطوم، ووصلوا إلى بلدة وادي حلفا الحدودية بين السودان ومصر.

وأشارت إلى أن العائلة أمضت 4 أيام في النوم على الورق المقوى، قبل أن تجبر نفسها على دفع تكاليف باهظة للوصول إلى مدينة أسوان في مصر، وبعدها ستقوم بحجز رحلتها إلى المملكة المتحدة.

رحلة شاقة

وقال الشاب بنيامين أتباني(18 عاماً) وهو طالب في مدرسة بيرس في كامبريدغ بالنيابة عن العائلة للصحيفة: إن “الأشخاص الذين يسافرون في حافلات ولديهم تصاريح خاصة فقط من يمكنهم عبور الحدود، كما أن العبور سيراً على الأقدام محظور”، مشيراً إلى أن سائقي الحافلات يقومون بتسليح الحرب من خلال إجبار آلاف اللاجئين على الدفع”.

وأضاف “الرحلة تطلبت منا مبلغاً كبيراً ولا أحد يمتلك هذا الكم من المال، ماذا عن الأشخاص الذين ليس لديهم هذا المال أو الجنسية المزدوجة؟ إنه يجعلني أشعر بالفزع”، وأوضح “لا يمكن وصف الظروف هناك بأي شيء سوى أنها (شيطانية)، لقد ترك الناس كل شيء في منازلهم وفروا هاربين”.

وكان معه في الرحلة أبناء عم والده وهما عامل الأمم المتحدة فادي العتباني (53 عاماً) وفريد العتباني (67 عاماً)، وتبلغ والدتهم مورين العتباني (88 عاماً)، بالإضافة إلى فادي وزوجته سلمى المدني وأطفالهم الثلاثة هم خليل 5 سنوات، وعبد الرحمن 7 سنوات ومحمود 9 أعوام.

جهود غير كافية

وذكرت الصحيفة أن رحلة الأسرة المكونة من 7 أفراد استغرقت يومين إلى المدينة الحدودية، ولفت بنيامين إلى أن السفارة البريطانية اتصلت بهم في منتصف الرحلة ليشقوا طريقهم إلى المطار، وقال: “فات الأوان في تلك المرحلة، لأنهم كانوا بالفعل على بعد يوم ونصف في الاتجاه المعاكس”، مضيفاً أن نقص الجهود من جانب الحكومة البريطانية كان مروعاً، خاصة إذا تم مقارنته بنظام التأشيرات للأوكرانيين على سبيل المثال.

وتابع “أعتقد أن هذا كان ضرورياً تماماً، لكني أريد أن يتم منح السودانيين نفس الامتيازات”، مشيراً إلى جميع أفراد العائلة يحملون جوازات سفر بريطانية بخلاف سلمى، التي نصحها بالسفر إلى المملكة المتحدة ثم عرض قضيتها على مسؤول الهجرة هناك.

وتساءل بنيامين قائلاً: “كيف لا يمكن ضمان مكان لزوجة بريطاني في المملكة المتحدة؟ إنها تخاطر بشكل كبير وتنفق الكثير من المال من خلال القيام بهذه الرحلة”.

انتقادات متواصلة

وتعرضت بريطانيا لانتقادات نتيجة تخلفها عن ألمانيا وفرنسا في إنقاذ المدنيين وإجلائهم من السودان، فضلاً عن كونها بطيئة جداً في تقديم المشورة والتواصل مع مواطنيها بمجرد اندلاع النزاع.

ونوه بنيامين إلى أن إجبار امرأة تبلغ من العمر 88 عاماً تنام على قطعة من الورق المقوى لمدة 4 أيام متتالية “أمر مروع”، وقال: “لا أعتقد أن هناك أي طريقة أخرى لوصف ذلك”. وأضاف “من المحتمل جداً أن نرى تدفقاً من السودانيين يحاولون عبور القناة الآن، وهذا أمر يمكن تجنبه تماماً، حيث لا توجد طرق قانونية لدخول السودانيين إلى المملكة المتحدة، فهي غير موجودة.”

زر الذهاب إلى الأعلى