ما الحقيقة وراء الفيديو المنتشر حول “تصميم فايزر طفرات جديدة لكوفيد-19″؟
انتشر مقطع فيديو جديد، منذ يوم 26 يناير الجاري، بشكل واسع، يظهر رجلا يزعم أنه مدير لشركة “فايزر”، وهو يعترف بأن مختبر الشركة “حوّر فيروس كورونا”
ونشر حساب “مشروع فيريتاس” (Project Veritas)، مقطع الفيديو على “تويتر”، حيث “يؤكد” أن شركة “فايزر” عملت على “تحوير كوفيد-19 لاستخلاص لقاحات جديدة منه”.
ومن المعروف أن “مشروع فيريتاس”، هو مجموعة يمينية أمريكية ناشطة، تنتج مقاطع فيديو تُستخدم “لفضح” سوء السلوك والفساد في مجموعة من المؤسسات الرائدة.
وفي الفيديو الذي يدوم نحو 10 دقائق، يظهر رجل في حانة، أمام كاميرا “خفية”، يناقش بإسهاب استراتيجية مختبرات “فايزر” من حيث اللقاحات الجديدة. ويتم تقديم هذا الرجل على أنه “جوردون تريشتون ووكر، مدير البحث والتطوير والعمليات الإستراتيجية في شركة فايزر”.
ويعترف مدير “فايزر” المزعوم بأن الشركة في صدد تصنيع طفرة جديدة في “كوفيد-19″، موضحا خلال المقطع أن الغرض من إنتاج الطفرات هو في النهاية، “تطوير لقاحات جديدة بشكل استباقي”.
وأشار الرجل إلى أن هذا قد يحمل خطرا كامنا يتمثل في إمكان “هروب” الفيروس من المختبر.
وفي بيان نُشر على موقعها الرسمي على الإنترنت، قالت شركة “فايزر” إنها “لم تجر أي اكتساب وظيفي (مصطلح يصف أي مجال من مجالات البحث الطبي الذي يغير الكائن الحي أو المرض بطريقة تزيد من تسببه بالمرض وقابليته للانتقال) ولم توجه أبحاث التطور (عملية تستخدم في هندسة البروتينات وتغييرها بشكلٍ يحاكي عملية الانتقاء الطبيعي)”.
ومع ذلك، قالت شركة الأدوية العملاقة إنها جمعت بين بروتينات “سبايك” لمتغيرات فيروس كورونا الجديدة والسلالة الأصلية من أجل اختبار لقاحاتها، وأنها خلقت طفرات في الفيروس لاختبار دوائها المضاد للفيروسات المسمى “باكسلوفيد”.
وقالت الشركة: “في عدد محدود من الحالات … يمكن تصميم هذا الفيروس للتمكن من تقييم النشاط المضاد للفيروسات في الخلايا”، مضيفة أن هذا العمل تم في مختبر آمن. وأضافت أن العمل سعى أيضا إلى إنشاء “سلالات مقاومة للفيروس”، واصفة العملية بأنها بحث في “اكتساب الوظيفة”.
جاء بيان شركة “فايزر” بعد يومين من تصريح جوردون تريشتون ووكر، للمراسل السري بأن الشركة كانت “تستكشف طرقا لتحوير كوفيد-19 حتى تتمكن من إنشاء لقاحات جديدة، وتطويرها بشكل استباقي”. وقال ووكر إن العلماء كانوا يفكرون في إصابة القرود بالفيروس، بحيث “تستمر هذه في إصابة بعضها لبعض”.
ولم يذكر بيان شركة “فايزر” الخطة المفترضة حول إصابة القردة، وبدلا من ذلك أوضحت أن أي عمل على الفيروسات الحية يتم في المختبر، أي داخل أنابيب الاختبار أو معدات المختبرات الأخرى.
وفي الفيديو، تم إخبار ووكر أمام الكاميرا أنه كان يتحدث إلى صحفي من “مشروع فيريتاس”، وبعد سماع ذلك، أصر ووكر على أنه كان يكذب لإثارة إعجابه (؟!)، قبل محاولة سرقة جهاز “آيباد” من قبل الرئيس التنفيذي لـ”مشروع فيريتاس” جيمس أوكيف.
جدير بالذكر أن تقارير العديد من الصحف أشارت إلى أنه لم يتم العثور على أي معلومات (من خلال البحث على غوغل) تتعلق بجوردون تريشتون ووكر وعلاقته بشركة “فايزر”، بخلاف “زملائه” في الشركة، كالرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بورلا، ورئيس قسم البحث والتطوير الطبي (كبير المسؤولين العلميين) لشركة الأدوية الأمريكية “فايزر”.
وفي النهاية، لم يقدم فيديو “مشروع فيريتاس” هذا أي دليل قوي على ادعاءات ووكر، وهو ما يتطلب تحقيقا في حقيقة هوية الرجل والمعلومات التي أدلى بها، للحصول على أدلة مدعومة بمصادر موثوقة.