الجفاف يصيب عاصمة العراق الزراعية بمقتل.. ويرفع نسبة فقرها إلى 50%
لمس العراق اثارا متعددة للجفاف وتراجع النشاط الزراعي بشكل عام، إلا انه عندما تكون محافظة معينة تمثل “عاصمة الزراعة” في البلاد، فأنها ستكون أكثر المتضررين، الامر الذي انعكس بشكل واضح على محافظة الديوانية التي ارتفعت نسبة الفقر فيها لتصل الى 50% بفعل تراجع الزراعة.
وتُعد القادسية، ومركزها (الديوانية) من محافظات العراق الأكثر فقراً، بنسبة بلغت 49 بالمائة، وفق آخر إحصائية لوزارة التخطيط هذا العام. وبينت الإحصائية أن عدد الفقراء في عموم العراق يزيد عن 10 ملايين نسمة، ويمثل ربع عدد السكان تقريبا، موزعون بنسب مختلفة ومتباينة بين محافظة وأخرى بحسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكل محافظة.
قال نائب محافظ القادسية، فارس ونّاس، إن نسبة الفقر في المحافظة ستصل إلى أكثر من 50 بالمائة خلال الفترة المقبلة، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي الذي انعكس إلى حد كبير على الوضع المعيشي للمواطنين.
وأضاف ونّاس في تصريح تابعته (بغداد اليوم)، أن المحافظة زراعية وتشكل الزراعة فيها النسبة الكبرى من إيرادات سكانها الاقتصادية.
ووفق وناس فإن أسباب تزايد الفقر وتدهور الوضع المعيشي للسكان متعددة، من بينها عدم توفر الدعم الزراعي، وارتفاع أسعار الأسمدة والآليات الزراعية، بالإضافة إلى شح المياه ومستويات الجفاف العالية.
وكشف ونّاس أن نسبة البطالة في المحافظة تتجاوز 18 بالمائة، وتعد النسبة كبيرة جداً قياساً ببقية محافظات العراق، حيث لا تمتلك المحافظة مشاريع استراتيجية يمكن ان تستوعب الأيدي العاملة.
وأكد أن المبالغ التي تصل إلى خزينة المحافظة من الموازنة العامة وتنمية الأقاليم زهيدة لا تسد الحاجة المحلية، مشيراً إلى أن ما يصل إلى المحافظة من مبالغ البترودولار، لا تتجاوز 3 مليارات دينار عراقي (الدولار = نحو 1458 دينارا)، يتم إنفاقها على إنشاء مراكز صحية والمدارس.
وفي هذا السياق، قال الباحث الاقتصادي، عبد السلام حسن، إن محافظة القادسية تعتبر عاصمة العراق الزراعية، فضلاً عن وجود عدد من الصناعات المحلية، ويعتمد سكانها على الزراعة والصناعة المدعومة من قبل الدولة من خلال عمليات التجهيز والتسويق، وكان هذان القطاعان يعدان من أهم قطاعات ديمومة الاقتصاد المحلي.
وانتقد حسن، دور الدولة العراقية المتراجع في دعم هذه القطاعات، متهماً أطرافا متنفذة تعمل وفق أجندات دولية بالعمل على تعطيل نهوض القطاعات الاقتصادية العراقية ومنها الزراعية والصناعية في محافظة القادسية.
وأضاف أن الجفاف وعدم توفر الدعم من أهم عوامل تراجع مستويات الزراعة في المحافظة، والتي أدت إلى حد كبير لتزايد نسبة الفقر في جميع محافظات العراق ومنها القادسية.
وشدد حسن على أهمية مواجهة الفقر الذي ينعكس سلباً على الواقع الاجتماعي، من خلال دعم القطاعات الخاصة والمشاريع الصغيرة، فضلاً عن دعم تسويق الإنتاج والاستفادة من الخبرات الفنية والعلمية التي يتميز بها أبناء المحافظة.