رياضة

إنريكي يقود إسبانيا بـ”التكنولوجيا”

سكوتر كهربائي للتجوّل في المعسكر التدريبي، أجهزة اتصال لاسلكي، شاشات عملاقة خلال التمارين، وأخيراً بث مباشر على منصة “تويتش”: هكذا أحدث المدرب لويس إنريكي المولع بالتكنولوجيا ثورة في مقاربة إسبانيا لمونديال قطر 2022.

هذه هي أحدث أفكار إنريكي: خلال كأس العالم، “كل مساء، باستثناء أيام المباريات” يظهر المدرب الإسباني عند حوالي الساعة الثامنة مساءً للتحدث في بث مباشر مع مئات الآلاف من المشجعين والبعض من لاعبيه على منصة تويتش التي يستخدمها بشكل خاص محبّو ألعاب الفيديو والمسابقات الرياضية الإلكترونية.

خلال ظهوره الأول على المنصة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، شاهده قرابة 150 ألف شخص، من المكتب الصغير الذي أنشأه في غرفته في جامعة قطر في الدوحة حيث المعسكر التدريبي لإسبانيا خلال كأس العالم.

قال ابن الـ52 عاماً حينها: “أنا متحمّس لأخبركم بالأشياء كما هي، الحقيقة الكاملة من دون أي ترتيب مسبق”.

إنها طريقة جديدة للتواصل مع الجمهور، بعد الطرق التي اختبرها مع لاعبيه “فكرة هدفها ببساطة بناء علاقة مباشرة مع المشجعين المهتمين بالحصول على معلومات بشأن المنتخب الوطني” الذي اكتسح كوستاريكا بسباعية تاريخية 7-0 في أولى مبارياته في كأس العالم الأربعاء.

منذ خطواته الأولى كمدرب في سيلتا فيغو، لم يتوقف إنريكي عن الابتكار، في عام 2013، عندما وصل الى رأس الجهاز الفني للنادي الاسباني، استعان بسقالة صغيرة ليتمكن من متابعة التدريب من على علو محدّد.

قال مساعده السابق روبرت مورينو في مقابلة مع موندو ديبورتيفو: “ارتأى أنه من الأسهل أن يتواصل مع لاعبيه بهذه الطريقة”.

ونقل “لوتشو” هذه الآلة لدى عودته إلى المنتخب في عام 2019، حتى أنه تم تركيبها في ملعب التدريب بجامعة قطر.

في المعسكر، يستخدم المدرّب واللاعبون وأعضاء الجهاز الفني السكوتر الكهربائي للتنقل والوصول إلى الحصص التدريبية الجماعية.

وقال مدرب برشلونة السابق خلال ظهوره على “تويتش” السبت: “إنها وسيلة نقل سهلة ومريحة وممتعة، في يورو العام الماضي، لم يكن هناك العدد الكافي، لذلك طلبنا واحدة للجميع” هذه المرة.

أثناء التدريبات، يرتدي لاعبو “لا روخا” مرايل مزودة نظام تخزين معلومات على الظهر، كما هو الحال في معظم الأندية الكبرى في العالم، والتي تسمح بتتبع نشاطهم البدني.. ولكن أيضاً مكبرات صوت صغيرة، متصلة بجهاز الاتصال اللاسلكي الخاص بإنريكي.

وقدّم المدرب هذه التقنية في سبتمبر (أيلول)، ويمكنه بالتالي أن يعطيهم تعليمات فردية أو جماعية، من دون أن يصرخ من سقالته.

من الأجهزة التي لن يجدها اللاعبون في الدوحة هي الشاشة التي يبلغ حجمها 6×3 أمتار والتي قام إنريكي بتثبيتها في مارس (آذار) الفائت في لاس روساس (شمال مدريد) في مركز التدريب الخاص بأبطال العالم 2010.

ويستخدم شاشة عملاقة لتوجيه تعليمات تكتيكية فورية للاعبيه أو لإظهار كيفية تطبيق التدريبات التي قاموا بها في المباريات.

في فيديو بثه الاتحاد الإسباني لكرة القدم، يظهر إنريكي وهو يوجّه تموضع مهاجميه بناءً على لقطات من مباراة بُثت بالتوازي على الشاشة.

وقال إريك غارسيا مدافع “لا روخا” وبرشلونة في سبتمبر (أيلول): “المنتخب هو المكان الذي نلاحظ فيه أن التكنولوجيا تطبق بشكل أكبر في التمارين”.

وتابع: “كل شيء يتطور بسرعة كبيرة، تتقدم التكنولوجيا وتدخل أيضاً في كرة القدم، لكن هذه أشياء فعّالة”.

الآلة الأخرى التي حُرم منها اللاعبون في قطر هي غرفة الضغط العالي: خلية ذات ضغط أعلى من ضغط الغلاف الجوي، ما يسمح بتزويد أنسجة العضل بالأوكسجين بشكل أفضل والتئام الجروح بشكل أسرع.

وتأمل إسبانيا في أن تخدمها كل هذه التكنولوجيا في تعطيل الماكينات الألمانية عندما يتواجه المنتخبان الأحد ضمن المجموعة الخامسة، في أقوى مباريات دور المجموعات من مونديال قطر.

زر الذهاب إلى الأعلى