داخل منزل في حي الكفاح ببغداد، جلست أم علي وهي قابلة مأذونة، بعد أن قامت بمساعدة زهراء لولادة طفلها الأول.
وخلال ذلك أخذت تتحدث مع عائلة زوجها عن الاهتمام بالمسافة الاجتماعية وتجنب الزيارات العائلية لحماية الطفل من انتقال عدوى فيروس كورونا.
تقول أم علي لـ “تقدم” إن “المقبلات على الولادة يواجهن تحديات تتعلق حول إنجابهن بشكل آمن، بعد تفشّي الوباء”.
وتتابع “كما أن الحوامل اللاتي لديهن أزمات صحية يعانين من عدم قدرتهن على الذهاب باستمرار إلى المستشفى للمتابعة والإشراف الصحي، فيلجأن إلى التواصل الهاتفي مع طبيبة متخصصة أو قابلة مأذونة”.
وفي أعقاب أزمة كورونا، وجدت الكثير من الحوامل حلولاً لأنفسهن وطرقا للولادة بشكل آمن قدر المستطاع عبر الاستعانة بصفحات المواقع التواصل الاجتماعي لاستشارة أطباء بدلاً من زيارة المستشفى.
ولكن أم علي تخشى أن تتلقى الحوامل المساعدة في الولادة من قابلة مأذونة غير ماهرة.
وتقول إن “الاستعانة بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عشوائي قد لا يخدم اللواتي يواجهنصعوبات في الحمل والولادة خشية فقدان الطفل أو أمه”.
وتشير إلى أن الاتصال بها والاتفاق معها على إجراء الولادة في المنزل بدأت في التصاعد خلال حظر التجول بشكل كبير.
“رغم صعوبة الوضع وشعوري بالتعب إلاّ أن هناك حاجة إلى متابعة كل حامل مقبلة على الإنجاب قبل أسبوع من موعدها لإتمام الولادة بشكل طبيعي آمن” تقول أم علي.
من جانبها، كانت زهراء سيف (25 عاماً)، تفضل الولادة القيصرية للتخلص من الآم الوضع أو المخاطر التي ربّما قد يتعرّض لها جنينها.
تقول لـ”تقدم”: “لم أتوقع الولادة بمساعدة القابلة المأذونة، داخل بيتي، بهذه السهولة، لكن التجربة التي خضتها بسبب انتشار فيروس كورونا، غيّرت توقعاتي”.
خارج التوقعات
وارتبطت الولادة في المنزل بمساعدة القابلة المأذونة لدى كثيرات بالتعرض لمخاطر عديدة، نتيجة الإحساس بآلام الوضع دون تخدير أو إشراف طبي، مقارنة مع الولادة القيصرية في المستشفى، لذا يحرصن على اختيار نوعية الولادة والاتفاق قبل موعدها مع الطبيبة الخاصة.
تقول زهراء “كان من الصعوبة استيعاب فكرة المستشفى بوجود الوباء، لذا اتفقت والدتي مع قابلة مأذونة لضمان الولادة في موعدها”.
من جهة أخرى،. لم تتمكن أنعام أسعد (44 عاماً)، وهي ربة بيت، من أن تضع مولودها في المستشفى.
تقول لـ “تقدم”: “لم يكن من خيار سوى الولادة في البيت، خشية انتقال عدوى كورونا من المستشفى”.
وفي المرتين السابقتين قبل طفلها الأخير، أنجبت أنعام بالولادة الطبيعية في مستشفى اليرموك، كان آخرهما عام 2011، تقول “لم يرغب زوجي أن أنجب يوماً في المنزل، لكن بسبب خوفي من الوباء واحتمالية انتقال العدوى تغير رأيه”.
وتشير إلى أن هذا هو الشعور الذي يطغى على الكثير من الحوامل المقبلات على الوضع الآن، خاصة إذا كانت تجربة الولادة هي لأول مرة وبعيداً عن والدتها”.
ناقلة للوباء
ونجحت حنان نعيم (41 عاما)، في وضع طفلها الثاني بصورة طبيعية، الأحد الماضي، في المنزل.
تقول لـ “تقدم” إنها “لم تفضّل يوماً الولادة في المنزل ولكن تفشي الوباء دفعها لتفكر كثيرا قبل الدخول إلى المستشفى”.
وتضيف “حتى لو توفرت لدى المستشفيات الخاصة بالولادة كل الاحترازات اللازمة لمنع انتقال الفيروس أثناء المرجعة والوضع وكذلك توفّرت الرعاية والعلاج تبقى أمامي ناقلة للوباء في هذه المرحلة”.
أمام هذه المخاوف التي تجعل الوصول للمستشفى شبه مستحيل، فكرت حنان في الاتصال بطبيبتها الخاصة ومناقشتها بالأمر لتسهّل حصولها على قابلة مأذونة ماهرة وتتخلص من مهمة الولادة في المستشفى.
وقدمت لها طبيبتها الكثير من النصائح الطبية المتعلقة بالوقاية من الفيروس عبر الهاتف، و “ربما أهمها ضرورة اعتذاري عن استقبال الأهل والأقارب والمعارف بعد الإنجاب لتجنب العدوى”، تقول حنان.