دولي

رغم تفشي الكوليرا في لبنان… الفقراء لا يشربون غير المياه الملوثة

تُدرك مروى خالد أن المياه الملوثة كانت وراء إصابة ابنها بالكوليرا وإدخاله المستشفى، لكنها تستمر في استخدامها لأن مياه الشفة غير متوفرة لدى معظم سكان بلدتها الغارقة في الفقر في شمال لبنان التي تحولت إلى بؤرة للوباء.

وتتوقع المرأة أن “يصاب الجميع بالكوليرا” في البلدة، على غرار ابنها، 16 عاماً، الذي لا يزال يخضع للعلاج في مستشفى ميداني في بلدة ببنين منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول).

ومثل سكان هذه البلدة المكتظة، تشرب مروى وأولادها الستة من المياه غير النظيفة، إذ لا يمكنها شراء قناني المياه المعدنية.

وتقول وهي تقف قرب سرير ابنها في المستشفى: “الناس يدركون ذلك ولكن ما في اليد حيلة، فلا خيار آخر لدينا”.

وبدأت الإصابات بالكوليرا في لبنان في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) للمرة الأولى منذ عقود في ظل انهيار اقتصادي انعكس سلباً على قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الرئيسية من مياه، وكهرباء، واستشفاء، مع تداعي البنى التحتية.

وحذرت منظمة الصحة العالمية الإثنين من انتشار سريع للوباء الفتاك في لبنان مع بلوغ الإصابات المؤكدة نحو 400 وارتفاع الوفيات إلى 18.

وتقول رنا عجاج وهي تهتم بابنتيها في المستشفى الميداني إنها أصيبت مع 4 آخرين من أسرتها.

وتضيف وهي تهتم بابنتيها الكبرى، 17 عاماً، والصغرى، 9 أعوام التي أصيبت للمرة الثانية “حتى بعد أن يُشفى المصابون، سنشرب مجدداً من المياه نفسها، وسيتكرر ما حصل، ونمرض مرة أخرى”.

وسعياً لمكافحة الوباء، بادرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، والصليب الأحمر اللبناني، إلى توزيع الكلور على السكان لتعقيم المياه.

وتقول صابرة علي، ناظرة مدرسة توفي اثنان من عائلتها بالكوليرا في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي: “لم أخَف من فيروس كورونا بقدر ما أخاف اليوم من الكوليرا”.

وترى مديرة المستشفى الميداني ناهد سعد الدين أن “البنى التحتية تحتاج إلى تغيير، والآبار والعيون إلى معالجة”.

وتضيف “نطالب بخطة على المدى الطويل لمعالجة الوضع، والا سنرى كوارث أكبر بكثير”.

زر الذهاب إلى الأعلى