ألمانيا: سندعم أوكرانيا للنهاية
وخلال افتتاح المنتدى الألماني الإسباني، قال شتاينماير في برلين، اليوم الثلاثاء، إن “حرب روسيا على أوكرانيا غيرت الأجندة السياسية، لكن هناك مهاماً سياسية أخرى لا تزال ملحة”.
وأوضح شتاينماير أن من بين هذه المهام التحول إلى مستقبل مستدام ورقمي وأكد أن هذا التحول ” صار أكثر مشقة وأكثر صعوبة لكنه لا يزال ضرورياً، ولهذا نحن بحاجة إلى اقتصاد مبدع وعلوم تتطلع إلى الجديد وثقافة منفتحة على التبادل، ونحن في حاجة بالدرجة الأولى إلى أشخاص لديهم استعداد لاستثمار الأفكار والقدرات”.
وافتتح شتاينماير المنتدى برفقة ملك إسبانيا فيليبي السادس الذي بدأ بافتتاح المنتدى ثاني أيام زيارته الرسمية لألمانيا.
وقال العاهل الإسباني إن الحرب الروسية على أوكرانيا هزت بعض الافتراضات المؤكدة التي كان المرء يعتقد أن بإمكانه أن يعتمد عليها ” لكن كل تحدٍ يأتي ومعه فرصة إذ إن الأزمة الحالية يمكن أن تكون حافزاً على تسريع الخطى نحو اقتصاد مستدام يقوم على طاقات متجددة وترشيد الطاقة وتحسين كفاءة الطاقة” مشيراً إلى أن الشركات الإسبانية لديها الكثير لتسهم به في كل هذه المجالات.
وسيتوجه فيليبي السادس وزوجته الملكة ليتيزيا برفقة شتاينماير جواً إلى فرانكفورت في وقت لاحق من بعد الظهر حيث سيفتتح الرئيس الألماني والملك الإسباني معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
في سياق متصل أعربت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، عن اعتقادها بأن توريدات الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا تعد بمثابة إسهام مهم في تبديد الشكوك في المصداقية الدولية لبلادها.
وخلال منتدى للسياسة الخارجية عقدته مؤسسة كوربر في العاصمة الألمانية برلين، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، اليوم الثلاثاء، إن ألمانيا ستواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة بشكل مكثف ” لأننا لا نورد إلى أوكرانيا معدات تسليح فقط من أجل إنقاذ أرواح بشرية بل إنني آمل أيضا أن تعطي هذه التوريدات دفعة للثقة والتضامن”.
وقالت بيربوك إنها تعمل من أجل ألا يصبح الرد على السؤال عن مصداقية ألمانيا بمجرد قول نعم وحسب بل من أجل خلق الثقة في بلادها، وتابعت موجهة حديثها إلى نظيرها الإستوني أورماس راينسلاو الذي شارك في المنتدى قائلة: “نعم، نحن هنا من أجلكم، فأمن منطقة البلطيق وأمن شرق أوروبا هو أمن ألمانيا، ونحن سندافع في حال الخطر عن كل سنتيمتر من أراضي تحالفنا”.
ودعت بيربوك مجددا إلى التماسك الأوروبي في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا مشيرة إلى أن التضامن ليس غاية في حد ذاته بل أساس لسياسة أمنية مشتركة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضافت بيربوك أن “هذا التضامن الأوروبي هو التأمين على حياتنا”، ورأت أن القرار الأخير للاتحاد الأوروبي بتدريب 15 ألف جندي أوكراني في بولندا وبتدريب جزء منهم في ألمانيا يظهر ” أننا نقف مع بعضنا البعض وأن بإمكاننا أن نعتمد على بعضنا البعض”.
ووجهت بيربوك حديثها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعوات التفاوض قائلة إن “السلام المفروض ليس سلاماً بالنسبة للناس في شرق أوكرانيا”، وقالت إن بوتين أظهر بشكل جلي للغاية من خلال “الاستفتاءات الزائفة” في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا أنه لا يبحث عن طريق للعودة ” لذلك فإن أوروبا غير معنية بالأمن مع روسيا بوتين بل بالأمن من روسيا بوتين”.