تشارلز الثالث ينهي جولته الملكية على وقع احتجاجات في ويلز على إسناد إمارتها لابنه
وتطوى الاثنين صفحة من التاريخ البريطاني أولاً في كاتدرائية ويستمنستر المهيبة ثم خلال مراسم عائلية في كنيسة القديس جورج في ويندسور حيث توارى الثرى.
وسيشكل ذلك ختام 12 يوماً تمكن خلالها البريطانيون من توديع ملكتهم التي كانت تتمتع بشعبية واسعة، حتى مثواها الأخير وشهدت اعتلاء وريثها تشارلز العرش.
وبعد التزامات رسمية ومراسم تكريم متتالية منذ وفاة والدته في 8 سبتمبر (أيلول) في قصر بالمورال الملكي في اسكتلندا، توجه تشارلز الثالث، الخميس إلى داره الريفية هايغروف. إلا أن أجهزته حرصت على التأكيد أنه لن يتوقف عن العمل.
والجمعة يتوجه إلى كارديف لسيشارك مع زوجته كاميلا في مراسم دينية، ثم في حفل استقبال مع السياسيين المحليين.
ويختتم تشارلز جولته التي قادته إلى برلمانات أقاليم المملكة المتحدة، وهي إنجلترا، واستكلندا، وإيرلندا الشمالية، وويلز، مع بروز احتجاجات في ويلز، التي حمل لقب أميرها منذ أن كان في التاسعة حتى وفاة والدته.
وجمعت عريضة احتجاجاً على نقل اللقب إلى وريث العرش الجديد الأمير وليام بدل ويلزي، أكثر من 25 ألف توقيع. ومن المقرر تنظيم تظاهرة مناهضة للنظام الملكي أمام قصر كارديف.
والتحديات أمام تشارلز الثالث كثيرة بدءاً بهذه الاحتجاجات، ومروراً بطموحات اسكتلندا الاستقلالية، والتوترات الطائفية في إيرلندا، فضلاً عن ميل بعض البلدان الـ14 التي لا يزال رئيساً للدولة فيها، لاعتماد نظام جمهوري.
واعتبرت أولى خطواته الملكية صائبة باستثناء بعض حركات الانزعاج التي قوبلت بتعليقات مثيرة عبر الانترنت.
لكن يبقى معرفة كيف سيتولى الملك الذي كان ملتزماً قضايا البيئة ولا يتوانى عن نقل رأيه في سلسلة من القضايا إلى الحكومة، مهام العرش خلفاً لوالدته التي أبدت انضباطاً ورباطة جأش على مر الأزمات والاضطرابات عبر التاريخ مع حياد لا يتزعزع وحس بالوجب متواصل حتى أيامها الأخيرة.
لكنها كانت قادرة على طمأنة مواطنيها في الصعاب.
وعلى تشارلز الذي غالباً ما يُعتبر ملكاً انتقالياً سيخلفه نجله وليام واسع الشعبية، ويوصف بأنه يسعى إلى التحديث وتقليص نفقات العائلة الملكية، أن يدير خلافات عائلية أيضاً.
فقد أُبعد شقيقه الأمير اندرو عن المهام الملكية وجرد من ألقابه العسكرية بسبب فضيحة جنسية. أما نجله هاري، فقرر الانتقال للعيش في كاليفورنيا مع زوجته ميغن ويستعد لإصدار مذكرات قد تحوي معلومات محرجة.
إلا أن العائلة الملكية تظهر راهنا موحدة. فبعدما ساروا وراء نعش الملكة الأربعاء في شوارع لندن يجتمع أبناء الملكة الأربعة مجدداً للحداد على والدتهم مساء الجمعة.
ويشارك تشارلز وآن وأندرو وإدوارد في “سهرة الأمراء” حول نعش والدتهم المسجى منذ مساء الأربعاء في قصر ويستمنستر.
وبعد أكثر من أسبوع على وفاة إليزابيث الثانية لا يزال الحزن يعم البلاد. ومر عشرات الآلاف أمام نعشها كما حصل في ادنبره مطلع الأسبوع. واضطر بعضهم إلى الانتظار في طوابير أكثر من 8 ساعات أحياناً.
ويمكن للعامة المرور أمام النعش المصنوع من خشب السنديان والملفوف بالراية الملكية ويعلوه تاج الإمبراطورية حتى صباح الإثنين. وتصل عندها رحلة إليزابيث الثانية إلى نهاياتها بعدما جالت العالم طوال حياتها.
وبعد مسيرة أخيرة ستدفن في كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور إلى جانب والدها الملك جورج السادس، ووالدتها، وزوجها فيليب.
وينتظر قدوم الملايين إلى لندن في “جنازة القرن” الإثنين التي يعد لها بعناية منذ 20 عاماً، ما يطرح تحدياً أمنياً ولوجستياً كبيراً.
وسيكون الإثنين يوم عطلة رسمية في المملكة المتحدة قبل أن تعود البلاد إلى واقع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة.