مساع دولية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
ففي سياق التصعيد، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سعي واشنطن إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في العالم، في حين يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
إرهاق روسيا
وبدوره، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأوكرانيين إلى مواصلة جميع الجهود لإرهاق روسيا كي لا تتمكن من مواصلة حربها على بلاده، وأضاف في كلمته المسائية اليومية: “نحن بحاجة إلى القيام بكل شيء، لكي تسأم روسيا من القتال”، وأضاف “أدعو الأوكرانيين إلى مواصلة جميع الجهود لإرهاق روسيا، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، حتى لا تتمكن من مواصلة شن حربها في أوكرانيا”.
تهدئة دولية
ومن جهتها، أعلنت باريس أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اتّفقا خلال مكالمة هاتفية أمس الثلاثاء على العمل سوياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ “ماكرون ومودي ناقشا في مكالمتهما الهاتفية “الحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا وتداعياتها المزعزعة للاستقرار في بقية أرجاء العالم”، وأضاف قصر الإليزيه أن ماكرون الذي استقبل مودي في باريس في مايو(أيار) الماضي، أكّد خلال المحادثة “عزم فرنسا على مواصلة دعمها لأوكرانيا”.
وفي مواجهة أزمة الغذاء الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، أكّد الرئيس الفرنسي من جديد “أهمية أن يتصرّف المجتمع الدولي بطريقة منسّقة”، بحسب بيان الإليزيه.
كما سيتوجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أوكرانيا يوم غد الخميس، حيث سيشارك في اجتماع مع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتركي رجب طيب أردوغان.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك خلال إحاطة صحافية “بدعوة من الرئيس فولوديمير زيلينسكي، سيكون الأمين العام في لفيف الخميس للمشاركة في اجتماع ثلاثي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأوكراني”، وأضاف أن “الاجتماع سيسمح بمراجعة تنفيذ الاتفاق الدولي الموقع في اسطنبول في يوليو(تموز) الماضي للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، وهو اتفاق تعتبر تركيا عنصراً أساسياً فيه”.
وأضاف دوجاريك أن “عدداً من القضايا ستطرح مثل الحاجة إلى حل سياسي للصراع، ليس لدي أدنى شك في أن مسألة محطة الطاقة النووية زابوريجيا وغيرها ستتم مناقشتها”.
تشديد القواعد
وفي سياق منفصل، أعربت لاتفيا عن عزمها زيادة تشديد قواعدها لإصدار وتجديد تصاريح الإقامة لمواطني روسيا وبيلاروسيا، وقال رئيس الوزراء كريشيانيس كارينش بعد اجتماع حكومي، إنه لن يتم تجديد تصاريح الإقامة المؤقتة لمواطني الدولتين بصفة عامة مستقبلاً، وأضاف أنه ستكون هناك بعض الاستثناءات النادرة.
واقترح وزير الداخلية كريستابس إيكلونز ألا يتم إصدار تصاريح الإقامة الدائمة لأفراد الأسرة، على سبيل المثال، إلى بعد اجتياز اختبار في اللغة اللاتفية بنجاح، ومن المقرر أن تتخذ الحكومة القرارات النهائية بشأن القواعد الجديدة قريباً.
وعلقت لاتفيا بالفعل منح تصاريح الإقامة للروس والبلاروسيين، كما ألغت نحو 1000 تصريح، وذكرت هيئة الهجرة أن ما يربو على 9 آلاف مواطن روسي لديهم حالياً تصاريح إقامة مؤقتة في لاتفيا، وبالإضافة إلى ذلك هناك حوالي 37 ألف روسي لديهم تصاريح إقامة دائمة.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفنلندية في بيان أمس، أنها ستخفض عدد التأشيرات الممنوحة للروس ابتداء من الأول من سبتمبر(أيلول) المقبل، وكانت المعابر الحدودية البرية مع فنلندا من بين منافذ قليلة لدخول الروس إلى أوروبا، بعد أن أغلقت عدة دول غربية مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.
ووافقت الحكومة الفنلندية على تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين الروس، بعد أن بدأ السياح الروس في استخدام مطار هلسنكي فانتا الفنلندي، كنقطة انطلاق لوجهات العطلات الأوروبية، وقالت الوزارة إن فنلندا ستخفض عدد المقابلات اليومية المخصصة لطلب التأشيرات في روسيا من ألف إلى 500 في اليوم، مع تخصيص 100 فقط للسائحين.
وأظهرت بيانات وزارة الخارجية أن فنلندا منحت في يوليو(تموز) الماضي 16 ألف تأشيرة فقط للروس، مقارنة مع 92 ألفاً و100 تأشيرة خلال نفس الشهر من عام 2019.
كشف الحقيقة
وأما رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، فقد ندد بـ”أوليغارشية الأمر الواقع” التي تفرضها فرنسا وألمانيا على حد قوله على الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى العودة إلى مبادئ التكتل، في مقال حول الحرب في أوكرانيا نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أمس.
وكتب مورافيسكي أن “الحرب في أوكرانيا كشفت الحقيقة حول أوروبا التي رفضت الاستماع إلى صوت الحقيقة الصادر عن بولندا، حول طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمبريالية”، معتبراً أن ذلك يصور المشكلة الأوسع التي يواجهها الاتحاد الأوروبي اليوم.
وتابع أنه “داخل الاتحاد، المساواة بين الدول هي كلامية بطبيعتها، والممارسة السياسية تظهر أن الصوتين الألماني والفرنسي لهما أهمية طاغية”، وأكد “إننا نتعامل إذاً مع ديموقراطية شكلية وأوليغارشية فعلية، تكون السلطة فيها بأيدي الأقوى”.
ورأى أن الاتحاد الأوروبي يجد صعوبة متزايدة في احترام حرية جميع الدول الأعضاء والمساواة بينها، مضيفاً “نسمع أيضاً بشكل متزايد أن مستقبل المجموعة بكاملها يجب ألّا يتقرر بعد الآن بالإجماع بل بالغالبية، إلا أن التخلي عن مبدأ الإجماع في مجالات متزايدة تدخل ضمن صلاحيات الاتحاد الأوروبي، ويقربنا من نموذج يسيطر فيه الأكثر قوة والأكبر حجماً على الأضعف والأصغر.
ولفت إلى أن الاتحاد لم يكن بالمستوى المطلوب في مواجهة الحرب، موضحاً “أوروبا بحاجة إلى أمل أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكنها إيجاد هذا الأمل سوى في العودة إلى المبادئ وليس في تعزيز البنية المؤسساتية الطاغية”.
تطورات عسكرية
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الانفجارات التي وقعت بمستودع ذخيرة قرب بلدة مايسكويه في منطقة جانكوي بشمال شبه جزيرة القرم أمس الثلاثاء، سببها عمل تخريبي.
وقالت في بيان وفقاً لموقع روسيا اليوم: إنه “في صباح يوم 16 أغسطس(آب) الجاري، تضرر مستودع عسكري نتيجة عمل تخريبي”، مشيرة إلى أن أضراراً لحقت بخط كهرباء ومحطة كهرباء وسكة حديد وعدد من المباني السكنية في المنطقة.
كما أعلن عضو مجلس النواب الروسي (الدوما) النائب ميخائيل شيريميت، عن تدمير قدرات الجيش الأوكراني القتالية في سياق العملية الخاصة الروسية، وقال لموقع “سبوتنيك” الإخباري: “تم تدمير قدرات الجيش الأوكراني القتالية واحتياطاته”، موضحاً أن القوات المسلحة الروسية يواجهها اليوم الغرب متمثلاً في عدد كبير من المرتزقة وخاصة القادمين من بريطانيا وبولندا، فضلاً عن توريدات السلاح الواسعة المتواصلة.
هجوم سيبراني
وقالت مؤسسة الطاقة النووية الأوكرانية إينرغوأتوم العامة، إنها تعرضت لهجوم سيبراني روسي “غير مسبوق” على موقعها، مشيرة إلى أن عملياتها لم تتأثر، وكتبت على تلغرام “في 16 أغسطس(آب) الجاري، وقع أقوى هجوم إلكتروني منذ بداية الغزو الروسي ضد موقع إينرغوأتوم Energoatom الرسمي”، وأضافت أن الموقع تعرض للهجوم من الأراضي الروسية.
وأوضحت المؤسسة أن مجموعة “الجيش السيبراني الشعبي” الروسية استخدمت أكثر من7 ملايين روبوت إنترنت لمهاجمة الموقع الإلكتروني طوال 3 ساعات، وقرابة الظهر، دعت قناة على إنستغرام بالروسية تحمل اسم “الجيش السيبراني الشعبي” متابعيها إلى مهاجمة الموقع الإلكتروني لمؤسسة الطاقة النووية الأوكرانية، لكن بحلول المساء أعلنت تغيير المخطط، وأعادت توجيه المناصرين إلى هدف جديد هو “المعهد الأوكراني للذكرى القومية” وقد أصاب بطء موقعه الإلكتروني.
ويأتي الهجوم السيبراني في توقيت يتصاعد فيه التوتر حول محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، حيث شهد الموقع عمليات قصف متعددة تبادل الطرفان الاتهامات بشأنها، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية.