الكشف عن ساحة تنافس جديدة بين روسيا والناتو
كتبت مجلة “Stern” الألمانية أن منطقة القطب الشمالي قد تصبح منطقة جديدة للتنافس بين روسيا وحلف الناتو بسبب ثرواتها الطبيعية وموجة جديدة من سباق التسلح.
وأشار رونيه فيخيرت، مؤلف المقالة التي نشرتها المجلة إلى أن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرغ يعير اهتماما زائدا لمنطقة القطب الشمالي، مذكرا أن أهميتها ازدادت على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال: “إنها المنطقة التي لها الأهمية الاستراتيجية لمنطقة أوروبا والمحيط الأطلسي كلها ولها أهمية حاسمة بالنسبة للاتصالات بين أمريكا الشمالية وأوروبا. كما أنها منطقة للتنافس الاستراتيجي المتزايد”.
لكن السبب الرئيسي لاهتمام الناتو بمنطقة القطب الشمالي، برأي المجلة هو الموارد التي ازداد الطلب عليها خلال نقص الوقود الناجم عن العقوبات المفروضة على روسيا. وكتبت المجلة: “تقع معظم الموارد الطبيعية مثل الغاز والنفط في الجزء الروسي من القطب الشمالي. حتى لو أرادت أوروبا فصل نفسها عن الوقود من روسيا، فإن القارة (الأوروبية) لا تزال تعتمد عليها. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالغاز والنفط. المعادن واحتياطات الأسماك وطرق الشحن الأقصر بين آسيا وأوروبا – كل ذلك يجعل القطب الشمالي منطقة مهمة للعديد من البلدان. لقد فتح تغير المناخ وذوبان الجليد الموارد – أو سيفعل ذلك في السنوات القريبة القادمة”.
ويعتقد فيخيرت أن الولايات المتحدة وكندا بدأتا بالفعل في تعزيز “الجناح الشمالي” للحلف الذي يضم أيضا غرينلاند الدنماركية والنرويج مع إعطاء “إشارات موجهة إلى روسيا”. ومثلا تمت في النرويج في مارس الماضي مناورات “الرد البارد” بمشاركة 27 دولة من أعضاء حلف الناتو وشركائه.
ويخلص المقال إلى أن “وجود الناتو ليس استفزازا، بل أنه يهدف إلى تجنب الصراع والحفاظ على السلام. ومع ذلك، من المرجح أن يزداد التوتر في المنطقة بدلا من الانخفاض”.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، إن روسيا لا تعتبر القطب الشمالي على أنه منطقة للمؤامرات الجيوسياسية، بل تعتبرها فرصة لتعاون مستقر.