فشل ثاني محاولة لإخلاء مدينة ماريوبول الأوكرانية
وخلال المحادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللائمة على أوكرانيا في عدم الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه، وفقاً للكرملين.
وقالت موسكو إن “القوميين الأوكرانيين لم يسمحوا لسكان مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا بالخروج إلى مناطق آمنة”.
وبدلاً من ذلك، تم استغلال وقف إطلاق النار للسماح للقوات الأوكرانية بالانتقال إلى مواقع جديدة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن “محاولة نقل نحو 200 ألف شخص لم تنجح”.
وأضافت “نحن لا نزال في ماريوبول ومستعدين للمساعدة في تسهيل مزيد من المحاولات، إذا توصل الطرفان إلى اتفاق، والمسؤولية تقع عليهما فقط لتنفيذه واحترامه”.
وفي وقت سابق، قال الانفصاليون المواليون لروسيا إن “أول 300 شخص غادروا مدينة ماريوبول المحاصرة بجنوب شرق أوكرانيا خلال محاولة جديدة لوقف إطلاق النار اليوم الأحد”.
ولم يتسن التأكد من المعلومات، ولم يقدم المسؤولون الأوكرانيون أرقاماً محددة لمن غادروا.
وقد اتفق جيشا أوكرانيا وروسيا على وقف الاعمال العدائية في المنطقة، وفتح ممر إنساني للسماح بإجلاء المواطنين على متن حافلات خاصة أو في سيارتهم الخاصة.
وتعد ماريوبول مدينة استراتيجية تضم ميناء في منطقة دونيتسك، التي يخضع جزء منها لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الروسية.
ويشار إلى أن سقوط ماريوبول يمثل مكسباً كبيراً لموسكو، حيث سوف تتمكن القوات الروسية حين ذاك من الانضمام لبقية القوات في دونيتسك وشبه جزيرة القرم.
وحذر الجيش الأوكراني من أن القوات الروسية تريد السيطرة على سد تابع لمحطة رئيسية لتوليد الطاقة الكهرومائية 150 كيلومتراً جنوب كييف على نهر دنيبر.
وهاجمت القوات الروسية خلال غزوها لأوكرانيا حتى الآن العديد من منشآت البنية التحتية للطاقة، بما في ذلك أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا في زابوريجيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “القوات الروسية قامت بتدمير مطار فينيتسيا غرب أوكرانيا”.
وينصب تركيز القوات الروسية الرئيسي على تطويق مدن كييف وخاركيف في الشرق، وميكولايف في الجنوب.
ولكن زيلينسكي أعلن وقوع مئات من الجنود الروس في الأسر.
وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، لقناة “أيه بي سي” التليفزيونية الأمريكية إن “المئات من القوات الروسية يُقتلون كل يوم”، مضيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ في الشعور “بعواقب أفعاله”.
وقالت غرينفيلد إن “بوتين اتخذ القرار الذي يريده لمواصلة المواجهة بالتصعيد والهجوم على المدنيين، والمضي قدماً في هذه الحرب التي تشعر بها روسيا مثل أي شخص أخر”.
وذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية المستقلة “يونيان” إن “يوم السبت، قتل 194 شخصاً في إقليم خاركيف، منذ بدء الحرب في 24 فبراير(شباط)الماضي، من بينهم 126 مدنياً.
وبعد أسبوع ونصف الأسبوع من الحرب، من المتوقع أن يلتقي وفداً أوكرانياً وروسياً لجولة ثالثة من المفاوضات، حيث قال كلا الطرفين إنها قد تعقد يوم الإثنين.
ولم يتضح بشكل أولي مكان ووقت إجراء المفاوضات على وجه التحديد.
كان قد تم إجراء جولت المحادثات السابقتين في بيلاروس، ولم يسفرا عن تقدم ملموس لوقف الحرب الروسية الأوكرانية.
وبينما تستمر جهود الوساطة في الصراع، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها لموسكو، السبت.
كما اتصل بينيت اليوم بالرئيس الأوكراني لثالث مرة في غضون 24 ساعة، حسبما أكد مكتبه.
ووفقاً للمتحدث باسم بينيت، تحدث الأخير أيضاً مع المستشار الألماني أولاف شولتس وماكرون اليوم الأحد، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ويتم بحث أن تكون إسرائيل وسيطاً محتملاً في الصراع.
ووفقاً لتقارير إعلامية، طلب زيلينسكي من بينيت أن يستضيف مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسرائيل.
من ناحية أخرى، تم إلقاء القبض على أكثر من 4400 شخصاً في مدن في أنحاء روسيا في خضم تجدد الاحتجاجات المناهضة لغزو أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة تاس الروسية الحكومية نقلاً عن وزارة الداخلية.