الولايات المتحدة تحاول عد الأسلحة الأمريكية التي وقعت في أيدي “طالبان”
استطاعت حركة “طالبان زيادة ترسانتها العسكرية بشكل ملموس، من خلال الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات التي زودت بها الولايات المتحدة الحكومة الأفغانية المنهارة.
وأكدت شبكة CNN الأمريكية في تقرير نشرته اليوم السبت أن مسؤولين في الولايات المتحدة يحاولون عد كميات الأسلحة والمعدات العسكرية التي سلمتها واشنطن إلى الحكومة الأفغانية خلال السنوات الـ20 الماضية، على خلفية نشر “طالبان” لقطات تظهر بعض الأسلحة الأمريكية التي وقعت في أيديها، منها بنادق هجومية وعربات مدرعة وطائرات مسيرة.
وقال مسؤولان اثنان للشبكة إن الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة من عملية سحب قواتها من أفغانستان شنت عددا من الغارات لتدمير مستودعات الأسلحة الأمريكية، لمنع استيلاء “طالبان” عليها، غير أن مسؤولين في الولايات المتحدة يقرون بأن بعض الأسلحة الأمريكية في أفغانستان وقعت دون أدنى شك في قبضة المسلحين.
ولفتت “CNN” إلى أن تلك اللقطات تستدعي المخاوف بشأن الأسلحة والمعدات التي لم ترد في الفيديو المذكور، موضحة أن الترسانة الأمريكية الجديدة الخاصة بـ”طالبان” لا تقتصر على الأسلحة النارية وحدها على الأرجح، بل وتضم كميات ملموسة من الأسلحة والذخيرة ووسائل النقل التي استولى عليها المسلحون في المواقع التي خضعت سابقا لسيطرة العسكريين الأمريكيين، بما في ذلك عربات مدرعة من طراز “همفي” ومركبات مدرعة حديثة مضادة للكمائن والألغام (MRAP) تبلغ تكلفة كل منها مليون دولار.
ونقلت الشبكة عن مصدر في الكونغرس الأمريكي مطلع على التقييمات الأولية للبنتاغون تأكيده أن “طالبان” ربما تمتلك حاليا عددا من مروحيات “بلاك هوك” وطائرات قتالية أخرى أمريكية الصنع.
ولفت المصدر إلى أن هذا قد يشمل نحو 20 طائرة هجومية من طراز “أي-29 توكانو”، موضحا أن هناك بعض المؤشرات على أن عددا قليلا جدا فقط من هذه الطائرات التي كانت منتشرة في قاعدة بولاية قندهار نقل منها قبل سقوطها في قبضة “طالبان”.
وأقر مسؤولان عسكريان للشبكة بأنه لم يتضح بعد كميات الأسلحة والذخيرة التي وقعت في قبضة “طالبان” نتيجة للانهيار السريع لقوات الحكومة الأفغانية، ومن غير المرجح أن تتلقى الولايات المتحدة جوابا دقيقا على هذا السؤال في المستقبل.
ورجحت مصادر CNN أن المراجعة التي تبدأها حاليا وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان بشأن كميات تلك الأسلحة ستستغرق أسابيع أو أشهرا، نظرا للكميات الهائلة من الأسلحة والمعدات التي زودت بها الولايات المتحدة الحكومة الأفغانية المنهارة.
وقال المصدر في الكونغرس: “لدينا أيضا مخاوف من أن بعض (هذه الأسلحة) قد يقع في نهاية المطاف في أيدي آخرين يدعمون قضية “طالبان”. يقلقني أكثر من أي شيء آخر أن هذه الأسلحة المتطورة قد تباع إلى خصومنا وجهات غير حكومية أخرى تعتزم استخدامها ضدنا أو ضد حلفائنا”.
بدوره، صرح المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، بأن لدى الولايات المتحدة عدة خيارات للتعامل مع هذه المشكلة، قائلا: “بطبيعة الحال لا نريد أن نرى معداتنا في يد من قد يتصرف ضد مصالحنا أو مصالح الشعب الأفغاني ويزيد من العنف وعدم الاستقرار داخل أفغانستان”.
غير أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أكدوا لـCNN أن الولايات المتحدة لا تنوي الآن اتخاذ أي خطوات لتدمير هذه الأسلحة بالوسائل العسكرية، ما لم تشكل خطرا مباشرا على العسكريين الأمريكيين المنتشرين في مطار كابل.
وأعرب المسؤولون عن شكوكهم في قدرة “طالبان” على استخدام الطائرات الأمريكية الحديثة، وأوضح أحدهم أن العسكريين الأمريكيين يقضون أشهرا طويلة في التدرب على استخدام هذه الطائرات، ولا تستطيع “طالبان” فعل ذلك.
ولفتت CNN إلى أن هذه التطورات جاءت على الرغم من أن الولايات المتحدة شرعت في سحب أو إتلاف معداتها العسكرية في أفغانستان تدريجيا بعد توقيع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقية مع “طالبان” في الدوحة في فبراير 2020.
ورأى في ذلك الخبير بول روجيو، وهو كبير المحررين في مجلة LONG WAR JOURNAL، مؤشرا على سوء التخطيط فيما يخص سحب القوات على نطاق أوسع، قائلا إن الهدف الوحيد لقرار الرئيس جو بايدن بشأن سحب القوات من أفغانستان كان الانسحاب ذاته، دون الاهتمام بالأسلحة المتبقية ومصير الحكومة الأفغانية المعترف بها دوليا.