البنتاغون يضع خططاً لإجلاء المترجمين الأفغان
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي لعدد من الصحافيين أول أمس الأربعاء “ندرك أنّ هناك عدداً كبيراً من الأفغان الذين دعموا الولايات المتّحدة والتحالف، وأنّ هذا قد يعرّضهم للخطر”.
وأضاف مايلي في تصريحاته التي نشرت أمس الخميس “ندرك أيضاً أنّه من المهم جداً أن نبقى أوفياء لهم وأن نقوم بما هو ضروري لضمان حمايتهم وإن تطلّب الأمر إخراجهم من البلاد في حال رغبوا بذلك”.
وتابع الجنرال الأمريكي أن “هناك خططاً يجري العمل عليها بسرعة كبيرة جداً ليس للمترجمين الفوريين فقط بل لآخرين كثر تعاونوا مع الولايات المتحدة”، موضحاً أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لم تتلق بعد أمراً من السلطة التنفيذية بإجلائهم.
وينتظر نحو 18 ألف مترجم أفغاني وجندي وغيرهم شاركوا في دعم القوات الأمريكية اتخاذ قرارات بشأن منحهم تأشيرات هجرة إلى الولايات المتحدة، وهو عمل قد يستغرق أكثر من عامين وفق أعضاء في الكونغرس، ويبحث البنتاغون مع وزارة الخارجية الأمريكية المكلفة الملف في دفع الإجراءات قدماً.
وقال مايلي إن وزارة الخارجية ستتولى ترتيب انتقال المترجمين وغيرهم ممن عملوا مع القوات الأمريكية، إلى الولايات المتحدة، خوفاً من استهدافهم في هجمات انتقامية من قبل مقاتلي طالبان.
وذكرت صحف أمريكية أن التأخير في منحهم تأشيرات قد يؤدي إلى نقل هؤلاء المرشحين للهجرة إلى دول أخرى بانتظار قرار السلطات القنصلية، وطرحت جزيرة غوام، الأرض الأمريكية، كحل مؤقت.
وعمل كثيرون من هؤلاء في الميدان لمساعدة القوات الأمريكية في قتالها ضدّ طالبان والقاعدة ومتطرفي تنظيم داعش الإرهابي الذين يعارضون حكومة كابول.
وأعرب قدامى الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب الأفغانية إضافة إلى أعضاء في الكونغرس عن قلقهم العميق، لأن الحكومة الأمريكية لا تبذل الجهد الكافي لإخراج هؤلاء الأفغان من بلدهم، مع اقتراب المهلة النهائية التي حدّدها الرئيس جو بايدن لسحب جميع القوات الأمريكية.
ومن جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في الكونغرس أمس إن “انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان يتم بوتيرة ثابتة وفي الواقع يتقدم بشكل طفيف على البرنامج المحدد”.
وأضاف أوستن الذي كان يدافع عن الطلبات الميزانية لوزارة الدفاع في مجلس النواب أن “ميزانيتنا ستساعد في تطوير القدرات الجوية التي نحتاج إليها لضمان عدم انطلاق هجمات إرهابية ضد بلدنا من هذا البلد (أفغانستان) مرة أخرى”.
وتابع “سننتقل إلى علاقات ثنائية جديدة مع شركائنا الأفغان”، مؤكداً أنها علاقة “ستواصل مساعدتهم على أداء واجباتهم تجاه مواطنيهم، لكنها لن تتطلب أكثر من وجود عسكري أمريكي كاف لحماية دبلوماسيينا”.
وأمر الرئيس بايدن في أبريل(نيسان) الماضي بانسحاب 2500 جندي ما زالوا في أفغانستان بحلول 11 سبتمبر(أيلول) المقبل، الذكرى السنوية لهجمات 2001 التي أدت إلى الغزو الأمريكي لهذا البلد.
وأفادت تقديرات أسبوعية نشرتها القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) الثلاثاء، أن الانسحاب أنجز بنسبة تتراوح بين 16 و25%.