مخاوف من أعمال عنف جديدة أثناء تنصيب بايدن
ويغادر وولف منصبه بعد 5 أيام من اقتحام حشد من أنصار الرئيس دونالد ترامب، مبنى الكابيتول لمقاطعة جلسة المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات.
ووصف الوزير بالوكالة الهجوم الذي تسبب في مقتل 5 ضحايا بـ “مأساوي” و”مثير للاشمئزاز”، في وقت يكثف المسؤولون المحليون وقوات الأمن الجهود لمنع وقوع أعمال عنف جديدة.
وتشرف وزارة الأمن الداخلي على عدد من قوات إنفاذ القانون، ومن بينها الجهاز السري المكلف بضمان أمن البيت الأبيض والرئيس.
وأوضح وولف أنه يستقيل لأسباب إجرائية، وعين مدير الوكالة الفدرالية للأوضاع الطارئة بيت غاينور ليحل محله، غير أن هذه الخطوة لم تضع حداً للتساؤلات عن أمن العاصمة الفدرالية في الأسبوع المقبل.
وحذر مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي، في وثيقة داخلية من تخطيط أنصار لترامب لتظاهرات مسلحة في الولايات الـ 50، من نهاية الأسبوع إلى موعد أداء بايدن اليمين الدستورية، وفق ما كشفت وسائل إعلام.
وأعلن البيت الأبيض في بيان أن ترامب “أعلن حال طوارئ في واشنطن دي سي وأمر بمساعدة فدرالية لمساندة جهود واشنطن للاستجابة للظروف الطارئة الناتجة عن مراسم تنصيب الرئيس الـ 49 من 11 يناير(كانون الثاني) إلى 24 يناير(كانون الثاني)2021”.
وجاء في البيان أن الأمر أعطى وزارة الأمن الداخلي الصلاحية للتحرك “لإنقاذ أرواح وحماية الممتلكات والصحة والسلامة العامة وخفض أو تفادي مخاطر وقوع كارثة في قطاع كولومبيا”.
وفي الأثناء واصل المسؤولون الفدراليون والمحليون تبادل الاتهامات عن المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها واشنطن الأربعاء، حين فشلت الشرطة في صد آلاف المتظاهرين، وأعلن البنتاغون أمس أنه سمح بنشر 15 ألف عنصر من الحرس الوطني في مراسم تنصيب بايدن.
وقال رئيس مكتب الحرس الوطني في وزارة الدفاع الجنرال دانيال هوكانسون، أنه إضافة إلى 6200 عنصر ينتشرون حالياً في واشنطن، سترسل تعزيزات من حوالي 10 آلاف عنصر بحلول نهاية الأسبوع.
وأضاف أن من الممكن أن يؤازرهم حوالي 5 آلاف عنصر من الجيش بحلول يوم التنصيب في 20 الجاري، ليصبح إجمالي العناصر التي سيؤمن هذه المراسم 15 ألف عسكري.
وأوضح أن هذه القوات ستجهز بمعدات وأسلحة مكافحة الشغب، غير أنه لم يسمح لها حتى الآن بحمل أسلحة في شوارع العاصمة الفدرالية.
وبسبب مخاطر وقوع أعمال عنف، وكذلك مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 375 ألف شخص في الولايات المتحدة، دعت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر أنصار بايدن إلى تفادي القدوم إلى العاصمة، يوم تنصيب الرئيس الجديد.
ويتقاطر مئات آلاف الأمريكيين عادة إلى واشنطن كل أربع سنوات لحضور تنصيب الرئيس الجديد، وقالت باوزر: “نطلب من الأمريكيين تجنب القدوم إلى واشنطن لحفل تنصيب الرئيس التاسع والأربعين في 20 يناير(كانون الثاني) الجاري، والاكتفاء بالمشاركة عبر الإنترنت”.
وأوضحت في مؤتمر صحافي أمس أنّها طلبت من ترامب أن يعلن بصورة مسبقة حالة الطوارئ في واشنطن لمناسبة حفل التنصيب لكي تتمكّن سلطات العاصمة من استخدام أموال فدرالية لتأمين الاحتياجات الأمنية.
وأضافت أنّها طلبت أيضاً من وزارة الأمن الداخلي تمديد فترة الطوارئ لما بعد أداء اليمين وإلغاء جميع تراخيص التجمعات خلال هذه الفترة.
وسيؤدي بايدن اليمين الدستورية عند مبنى الكابيتول أمام جدة “ناشونال مول” التي ستمتلئ بالأعلام الأمريكية بدل الحشود التي تتجمع فيها عادة.
وبعد ذلك يتوجه بايدن مع ثلاثة من أسلافه، هم باراك أوباما، وبيل كلينتون، وجورج بوش إلى مقبرة آرلينغتون الوطنية، ليضع إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول.
ويواجه الرئيس الديموقراطي المقبل مهمة صعبة تقضي بتضميد جراح بلد يعاني أزمة صحية واقتصادية ويشهد انقساماً حاداً وتوتراً عرقياً.
وتجري التحضيرات لانتقال السلطة في وقت يسعى الديموقراطيون لعزل ترامب ولو قبل أيام من انتهاء ولايته، لاتهامه بالوقوف خلف “حركة التمرد” و”محاولة الانقلاب” في الأسبوع الماضي.
وأبلغ الرئيس الأمريكي أنه لن يحضر المراسم، ورد بايدن معتبراً أن غيابه سيكون “أمراً جيداً”، كما سيغيب عن الحفل الرئيس الديموقراطي الأسبق جيمي كارتر بسبب السن، 96 عاماً.