غارديان: ترامب “الثاني” سيكون أكثر استبداداً
غالباً ما يعتمد التنبؤ بالسلوك المستقبلي على السلوك في الماضي، لذلك يعتبر الكثير من المراقبين أن هذا كل ما يحتاج المرء إلى معرفته، مع ما يرونه من حتمية ترشيح الحزب الجمهوري لدونالد ترامب لولاية ثانية محتملة.
ويفترض هؤلاء أنه ما دامت لم تكن هناك فاشية في الولاية الأولى، فإنه لا يمكن أن تكون هناك فاشية في الولاية الثانية.
ولكن صحيفة “غارديان” البريطانية تقول في تقرير لها إن هذا الرأي، يتجاهل أن رواد الاستبداد اليوم، يميلون نحو سلوك أكثر سوءاً عندما يتولون المنصب للمرة الثانية.
والاختلاف في حالة ترامب “ليس أنه سيترك الديمقراطية سليمة”، لكن الاختلاف هو أن شخصيات مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرجل القوي في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي، قد أخفوا نياتهم بعناية، لكن ترامب بخلاف ذلك، يتحدث عن كل شيء مسبقاً، وإذا ما انتخب، فإنه سيزعم أن لديه تفويضاً للانتقام والبقاء في البيت الأبيض بشكل دائم.
وأحد أكبر الأوهام في التسعينات، لم يكن الاعتقاد أن التاريخ قد انتهى، بعكس المفهوم السائد، بل كانت فكرة أن الديمقراطيات ترتكب الأخطاء، لكن قادتها قادرون بشكل فريد، على تصحيح الأخطاء والتعلم منها، وعلى النقيض من ذلك، كان التفكير السائد، هو أن الاستبداديين لا يمكنهم مواجهة المشاكل، وأن الديكتاتوريات محكومة بالزوال على غرار ما انتهى الاتحاد السوفيتي في 1991.
ولكن معرفة ما إذا كانت شخصيات من أمثال أوربان وكاتشينسكي، تريد دائماً أن تذهب إلى الاستبداد، تبدو أمراً خارج الموضوع، والحقيقة هي أنهم مثل ترامب، يعتبرون بعمق أنه من غير المنصف، أنهم تعرضوا لهزيمة انتخابية بسبب ما يرونه من أعداء مختلفين، من القضاة إلى وسائل الإعلام المعادية.
وعندما يعودون إلى السلطة يتعلمون شيئاً واحداً أكيداً فقط، أن لا يهدروا الرأسمال السياسي على الحروب الثقافية، وإنما الاستيلاء على مؤسسات الدولة، مع وضع القضاء وبيروقراطية الدولة كهدفين رئيسيين، وعندما تستولي على القضاة، يمكنك أن تلاحق الصحافيين والمدرسين والأكاديميين، وأن تشن حرباً ثقافية إلى الأبد.