حرس الحدود تكشف المناطق الحدودية الأكثر خطورة
كشف قائد قوات حرس الحدود الفريق محمد عبد الوهاب سكر السعيدي، اليوم الأربعاء، بالتفاصيل خطط تأمين وتطوير الحدود العراقية مع جميع دول الجوار، فيما أشار الى ضبط أكثر من ثلاثة آلاف متسلل خلال النصف الاول من العام الحالي.
وقال السعيدي إن “الحدود تعتبر الأهم والأكثر تهديدا على أمن البلد وخاصة السورية، التي تبلغ طولها أكثر من 600 كيلو متر، وخاصة المنطقة الممتدة من شمال نهر الفرات وهي القائم الى شمال ربيعة، بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الجانب السوري ووجود قوات قسد الماسكة للحدود وللمنطقة السورية بدل القوات النظامية”، مبينا ان “ذلك القى بظلاله على أمن المنطقة وفي السابق أصبح ممرا للتسلل والتهريب، منها تهريب المخدرات وتسلل الأشخاص المطلوبين للقضاء ومنها عناصر داعش”.
وأضاف، أن “جهودا كبيرة بذلت من قبل قيادة قوات الحدود أثمرت عن مسك هذه المنطقة بنسبة مثالية وإنهاء موضوع التهريب والتسلل من سوريا الى العراق وبالعكس”، مؤكدا أن “هذه الجهود تمثلت في محاور عديدة منها أداء القطاعات ووحدة القيادة والسيطرة، بدل ان كانت ممسوكة من عدة قطاعات مختلفة من الجيش اليوم أصبحت الحدود العراقية ممسوكة من قبل قيادة قوات الحدود حصرا والجزء الآخر المهم هو التحصينات وبدعم كبير من الوزير “.
وتابع، انه “تم إنجاز منظومة التحصينات المثالية على هذه المنطقة والمتضمنة إنشاء خندق شقي على منطقة الصفر الحدودية العراقية السورية بعرض ثلاثة امتار وعمق ثلاثة امتار يليه مانع منفاخي رباعي ومن ثم سياج prc ارتفاعه مترتين ونصف”، فضلا عن أبراج كونكريتية ونقاط حراسة لمعدل مسافة من (1000-1500) كلم بين نقطة وأخرى”.
ومضى بالقول: إن “كاميرات حرارية نصبت على طول هذه الحدود والتي تتداخل مع بعضها بكفاءة عالية”، لافتا الى أن “هذا المشروع الأخير معمول به في دول متقدمة”.
وبين أن “المنطقة الحساسة بالحدود التي تمتد من جبل سنجار باتجاه تل الصفوك ووادي العجيج، تم وضع جدار كونكريتي الذي هو عبارة عن كتل كونكريتية بارتفاع 3 امتار و75 سنتيمتر يعلوها سياج منفاخي، حيث انجزنا هذا التحصين بنحو 67 كيلو متر طولا لحد الآن “.
وبين أنه “من أجل إكمال الحدود بهذا الجدار، تم نقل معمل الكونكريت الجاهز العائد لقيادتنا من كربلاء المقدسة بمنطقة الاخيضر ونصبه على الحدود العراقية السورية من ناحية الشمال، حيث ينتج الآن كتل كونكريتية بواسطة كوادرنا ومعداتنا”، لافتا الى ان “هذا الإجراء اختزل تكلفة كبيرة تصل الى 30 بالمئة من تكلفة انتاجها”.
وأشار الى أن “هناك مشروعا آخر وهو إنشاء طريق بالتنسيق مع محافظة نينوى بطول 75 كيلو متر يمتد من ام جريص نزولا مع الصفر الحدودي مع إنشاء قناطر”، موضحا ان “النقطة الأخيرة التي نعمل عليها حاليا هي إنشاء سدة وطريق في منطقة مملحة طريفاوي المتداخلة بين الجانبين العراقي والسوري، وبجهود قوات الحدود تم خلال الشهرين الماضيين إنشاء طريق وسدة على المملحة”.
وبين أن “مجمل إجراءاتنا على الحدود السورية مثالية أنهت حالات التسلل والتهريب بنسبة أكثر من 90%، كما أسهم ضبط الحدود في هذه المنطقة على استقرار البلد وأمنه في الداخل”، مشيرا الى ان “هناك عملا في باقي القواطع بجميع الحدود، ولدينا عدد كبير من كاميرات المراقبة تمتد من سنجار وتبث الى مركز مراقبة الكاميرات ويجري متابعة القاطع وأداء العاملين على الكاميرات من قبل المقر”.
وفيما يتعلق بالحدود العراقية الايرانية أوضح ، أن “مساحة حدودنا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية تصل الى 1493 كيلو متر، ولدينا مشاريع كبيرة بها حسب القواطع ابتداء من البصرة صعودا الى سليمانية، حيث وصلنا الى نسبة إنجاز أكثر من 60 بالمئة”، مؤكدا انه “تم تغطية كل القاطع من البصرة من الفاو الى سليمانية بالكاميرات الحرارية، ونصب أبراج اكثر من 700 برج كونكريتي المسافة بين برج وآخر هي 1كم الى 1.5 كم بالإضافة الى شارعين وبناء مخافر وشق المسار مع الصفر الحدودي العراقي الايراني من الشيب الى خانقين بطول 680 كيلو متر”.
وأضاف، أنه “تم إزالة آلاف الألغام من مخلفات الحرب العراقية الايرانية وإنشاء تحصينات عليها بعد ان كانت بعض المخافر بالداخل (10-15) كيلو متر لا جدوى من وجودها وأصبح تبادل رؤية بين نقاطنا متبادل بينهما “، مؤكدا ان “هناك مشاريع كبيرة في محافظة ميسان منها بناء سياج بطول 250 كيلو متر منفاخي وبطول 216 حاجز prc ، بالإضافة الى تجسير القناطر على الاودية القريبة من الجانب الايراني”.
وتابع، أن “هناك عملا كبيرا على سدة هور الحويزة التي 50 كيلو متر، حيث وصلنا الى نسبة إنجاز (30-40) بالمئة من قبل هندستي الحشد والدفاع، لإنشاء سدة على الصفر العراقي، في منتصف هور الحويزة التي هي عبارة عن جيب داخل من ايران الى العراق، والذي كان ممر للتهريب والتسلل”.
وفيما يخص الحدود مع الأردن قال السعيدي ، إن “الحدود مع الأردن مستقرة بحكم مستوى التعاون الكبير بين العراق والاردن ووجود قطاعات نظامية في الجانب الاردني وطبيعة الأرض الصحراوية التي من الصعب ان يتسلل شخص عبرها، كما ان من الداخل العراقي ارض منبسطة تم تغطيتها بالكاميرات الحرارية، ومسكنا الحدود الاردنية بشكل مثالي ولم يؤشر اي حالة تهريب او تسلل”.
وتابع: “بالنسبة للحدود مع السعودية أيضا هناك تعاون كبير بين العراق والسعودية، لكن لدينا مشاكل تحصل أحيانا هو تعرض عناصر داعش من جنوب الرطبة على النقاط الأمنية واثبتوا مقاتلينا بسالتهم وصمودهم في صد ثلاث حالات تعرض حصلت من الداخل العراقي على اللواء الخامس في الحدود السعودية”، لافتا الى أن “حدودنا مع الكويت مستقرة ايضا بشكل ممتاز وهناك تعاون وثيق”.
وأوضح أن “ما يجري في الحدود هي مشاريع كبيرة، لم تكن موجودة سابقا وهناك دعم كبير من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الدفاع ولدينا مشاريع أخرى سترى النور نهاية هذا العام”، منوها أن “مشروع الكاميرات الحرارية مهم جدا حيث تعتمد عليه جميع دول العالم في ضبط حدودها لانه كما هو معلوم التهريب والتسلل وتجاوز الحدود يحصل في ظروف الليل عندما تكون هناك صعوبة بالرؤية،وبالتالي يجب الاعتماد على التكنولوجيا”.
وبين أن “هناك عقدين في طور إنجاز التجهيز، لنصل بعد ذلك الى أكثر من 600 كاميرا حرارية على الحدود العراقية مع دول الجوار”، مؤكدا ان “نطاق عمل كل كاميرا ومدى كشفها تصل الى نصف قطر دائرة بمساحة من ثلاثة الى خمسة كيلوات متر للأشخاص، وبالتالي يتم التعامل مع كل كاميرا أقل دائرة قطرها خمسة الى ستة كيلوات متر تغطية”.
وتابع: “لدينا 600 كاميرا منصوبة حاليا، حيث إن طبيعة الأرض من منطقة الى أخرى تحدد مواصفات تلك الكاميرات وتجعلها لا تغطي كل المسافة بحكم التضاريس وطبيعة الارض”، مبينا ان ” مشروعنا الذي نخطط عليه هو إكمال حدودنا وتغطيتها بالكاميرات الحرارية، وإكمال كل المخافر وتغطيتها بخلايا الطاقة الشمسية لعدم وجود كهرباء في أغلب الشريط الحدودي، كما ان مشاريعنا هي إكمال الطرق وخصوصا الطرق الغربية بالتنسيق مع المحافظات ومراجعنا”.
ومضى بالقول: “كما نخطط لاكمال الموانع في باقي حدودنا التي تحدثت عنها مثل ما موجودة في سوريا، وهو حاجز prc والسياج المنفاخي الذي هو مثالي ايضا في الحد من عبور الاشخاص وايضا لدينا عمل كبير في حدودنا بالاقليم مع تركيا وايران في محافظة سليمانية”.
وأوضح أن “نظام الحدود يضم ضباط ارتباط وتعقد مؤتمرات ولقاءات متبادلة، بين قادة حدود البلدين، حيث إن هناك لقاءات سنوية مع اي دولة من دول الجوار باستثناء تركيا تقريبا، ونصف سنوي لقادة المناطق الحدودية وكل ثلاثة اشهر لضابط الاتصال الذي هو بمنصب آمر اللواء صعودا”.
وأكد أن “هذه الاجتماعات مثبتة بشكل رسمي في قنوات التواصل اليومية بنظام الحدود، ومن حق ضباط الاتصال محادثة نظيره واللقاء به مباشرة لمعالجة اي حالة تحصل بين الطرفين”، لافتا الى انهما “يلتقيان باقرب مخفر حدودي ويعدون مذكرة تفاهم لمعالجة تجاوز اي منتسب من الطرفين بصورة غير مقصودة”.
ولفت الى أن “علاقة العراق اليوم مع دول الجوار تلقي بظلالها على مستوى التعاون الوثيق بين قادة حدود دول الجوار مع قيادتنا، وبالتالي نحن لدينا حالة مثالية من التعاون مع كل قادة دول الجوار، والجميع داعمين لضبط الحدود من الطرفين”، مؤكدا ان “هناك دعم متواصل من قبل وزير الداخلية”.
وتابع: “لدينا مشاريع كبيرة، حيث خلال النصف الاول من هذا العام، حيث ان هناك 14 عقدا في مختلف الاتجاهات لتجهيز قيادة قوات الحدود، منها عقدين بمعدات هندسية ولاول مرة من شركات عالمية وحفارات متنوعة، وعقدين للكاميرات والحاجز الكونكريتي وباقي التحصينات، اضافة الى عقود مختلفة “.
ولفت الى ان “الحدود سواء بالعراق او في اي دولة تعتمد بالدرجة الاولى على مشاريع البنى التحتية وعلى مشاريع التحصينات”، مؤكدا ان ” الايام القادمة ستنجز هذه المشاريع، وبالتالي تحد بنسبة كبيرة وتضبط حدود العراق مع الدول الجوار وتحد من حالات التهريب بالتسلل من اي دولة للعراق وبالعكس”.
واوضح، “خلال النصف الاول من هذا العام تم ضبط عدد كبير من المتسللين من سوريا اغلبهم من العمالة السورية ومن ايران من الباكستانيين لاغراض العمالة غير المشروعة”، لافتا الى ان “اكثر من 3 آلاف شخص متسلل جرى القبض عليهم خلال النصف الاول من هذا العام متجاوزين الحدود”.
وبين أنه “تم ضبط أعداد كبيرة من المهربين الذين بحوزتهم مواد مخدرة وكميات كبيرة، حيث القي القبض عليهم وضبطت اسلحة وعجلات مخالفة لكون ان مديرية الجمارك تعمل بكفاءة وبالتالي عدد كبير من العجلات المخالفة للرسوم الجمركية يجري ضبطها واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها “، مؤكدا ان “هذا العمل اثبت من خلال التنسيق مع باقي الدوائر في الحد من تدفق المخدرات على البلد وبالتالي هو قلة العرض من مادة المخدرات سواء من جهة سوريا او من جهة ايران “.
وأشار الى ان “ما نراه اليوم من الاستقرار يرجع الى قطعات الحدود، حيث إن هناك جنودا مجهولين يعملون ليل ونهار على سواتر وحدود البلد وهم من يأمنون هذا الاستقرار بنسبة كبيرة”.
وبين انه “بتوجيه من الوزير تم خلال النصف الاول من العام الحالي تشكيل 14 فوجا من مشاة، ولواء 21 لتعزيز قيادات المناطق الست”، موضحا ان “هناك عدد كبير من المفسوخة عقودهم، ونأمل عودتهم قربيا لرفد الحدود بدماء جديدة وبموارد بشرية”.
وتابع: “لدينا مديرية شرطة الجمارك التي تضم اكثر من 92 مركزا جمركيا و27 قسما لتغطية جميع محافظات العراق، وتعمل بتنسيق كبير مع هيئة الكمارك العائدة لوزارة المالية، وبالتالي تتبنى ضبط اي مخالفة جمركية، في جميع السيطرات والمداخل”، مشيرا الى ان “لدى الحدود نحو خمسة معامل منها معمل الكسارات والكونكريت الجاهز والذي ينتج المتل الكونكريتية التي تنصب على الشريط الحدودي”.
ولفت الى ان “المعمل الآخر هو معمل تصنيع الكرفانات الذي تم نقله من كربلاء المقدسة الى بدرة وتم إنتاج أكثر من 160 كرفانا جرى نصبها على الشريط الحدودي لإسكان المقاتلين، كما ان هناك معمل الاسفلت الموجود في جميمة بالقرب من السلمان الذي يتبنى تبليط الطرق الحدودية، وايضا هناك معمل في اللواء الرابع لإنتاج عبوات ماء الشرب”.
ومضى بالقول: “كذلك لدينا معمل الخياطة الذي يتبنى تجهيز مقاتلينا ببدلات حرس الحدود وفق ما معد وما مخطط له من بدلات وشعارات واي مستلزمات، حيث يغطي حاجة قيادة قوات الحدود”، مبينا أن “هذه المعامل موجودة في الحدود، لأن الحدود تحتاج الى جهد هندسي والى إنتاج موقعي، وحققت نسب ممتازة من سد حاجتنا في مختلف المجالات”.