الطرف الثالث.. عبارة تبرز في أغلب صراعات العرب فمن يكون في السودان؟
تبرز عبارات “الطرف الثالث” أو “الطابور الخامس”، في أغلب الصراعات الداخلية بالدول العربية، وكذلك خلال أي تظاهرة، على مدى سنوات وبظروف مختلفة.
تارة يكون هذا الطرف مخابراتيا أو مندسين أو متطرفين، إلا أن ما يجمعهم دوماً هذا الغموض الذي يلف هويتهم، فلا أسماء لهم ولا عناوين.
ولعل هذا ما يشهده السودان أيضاً، فقد ترددت منذ اندلاع الصراع الدامي بين الجيش والدعم السريع، اتهامات لطرف ثالث بتذكية الصراع وإشعال فتيل القتال.
وبالنسبة لمعظم القوى المدنية لاسيما تلك التي انخرطت في الاتفاق الإطاري الذي وقع عليه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2022، فإن تلك الجهات تتلخص بـ”الإسلاميين من أنصار الرئيس المعزول عمر البشير”.
واعتبر خالد عمر يوسف، الوزير السابق والعضو البارز في قوى الحرية والتغيير، أن الاتفاق “هدد المساحة التي وجدها عناصر النظام البائد بعد انقلاب 25 أكتوبر، لذا أججوا الصراع بين القوات المسلحة والدعم السريع، ويعملون الآن على استمراره بعد اندلاع الحرب”.
كما اتهم أعضاء في قوى الحرية والتغيير مجموعة موالية للبشير داخل الجيش بنشر الشائعات وممارسة ضغوط، بحسب ما نقلت رويترز.
يشار إلى أن القوات الموالية للبشير كانت عادت للظهور مرة أخرى بعد 2021. وعارضت علنا الاتفاق الإطاري الذي كان يهدف إلى التمهيد لإجراء انتخابات والتحول للحكم المدني.
يذكر أن البشير مسجون منذ الإطاحة به في سجن كوبر المترامي الأطراف، لكنه نقل مؤخراً إلى أحد المستشفيات العسكرية في الخرطوم، بعد أن أدين بتهم فساد. فيما لا يزال يحاكم الآن بتهم قيادة انقلاب عام 1989 الذي أوصله إلى السلطة.